فسلامٌ للحسين المُخلّدِ ‎

 

هلَّ الهلالُ وقد لاحت بوادرُه 
حمراءَ محزونةً لِ غُربةِ سيّدِ

هلّا سألتَ الثرى لمَ اهتزّت فجأةً ؟
تبكي فقيداً .. كأن سواه لم يُفقدِ ! 

و لمن سماوات الفضا قد غُيّرت
من زُرقةٍ لدمٍ نجيعٍ ... جامدِ

غَيمُ السواد اكتسى زُرقة جوّنا
و النّفس اعتراها يُتمُ غيابِ الفرقدِ

من ذا الفقيد من سلالةِ أحمدٍ !!
لمن الزهراء في اللحد تنعى " ولدي!"

آهٍ لعُطاشى قمريةٍ مخسوفةٍ 
طالتها أيدٍ للظلومِ الجاحدِ

منعوا عنكَ الزلال و ارتشفت  
منهُ الوحوش يابن الوصي الأمجدِ

قطعوا من الفضل كفوفاً عُنوةً
"كسروا منكَ ظهراً لفقد العضدِ"

و مُدمىً تكالبت عليك فرحانةً
تعوي الذئاب بعد سقوط الأسدِ

ليثٌ هزبرٌ منهُ الكبِدْ يبست ظما
ف تواثبت اليه شرارُ المولدِ

فلمّا هوَى من المُهرِ الأصيل بحربةٍ
لمْ تبقِ في الأحشاء غير ثلثِ الكَبِدِ 

تطاولت لحزّ الكريم خناجرٌ
لم تَدَن بالله ولا بشرعْ محمّدِ

وثَبَ الزنيم من بين حشدِ الردى
ومن لذبحِ حُسيننا إلا الردي ؟؟ 

و أكبّهُ على الوجه الذي لطالما
قبّله النبي بحضرةِ كل شاهدِ

ضرَبَ الإمام الذي كانت لهُ
بسمةٌ تشفِي الكفيفَ الأمردِ

قبَض الشيبَ الشريف بشمالِه
تبَّ اللعين و تبّتْ لشِمْرٍ من يدِ 

و يحزّ وريد الذي نادى بهم 
عطشانٌ أنا .. هلّا تبُلُّوا كبِدي

و لهفانٌ قضى فوا لهفي لهُ
 أحُسينُ ذا أم سُمك السماء الأسعدِ

اذرِف الدمعَ الذي خبّأتَهُ
فَ من يستحقُّ الدمع غيرَ دامي الجسدِ

فليبكِ الحُسين كلْ من كان باكياً 
فجسمٌ لهُ ثاوٍ و رأسٌ بغيرِ البلدِ

و شيبةٌ معظّمةٌ و خضيبةٌ
ف سلامٌ لصاحِبْ .. شيبةِ حمدٍ أوحدِ

هو الحُسين من سلالةِ أحمدِ
ولهُ الزهراءُ تبكي و تنعى ولَدِي

وبحرقةِ قلبٍ يُعرَفُ من يشتاقُهُ
ذاكَ المُخلَّدْ ، أنعِم بهِ من سيّدِ !