لحظة سكون

كثيرة هي لحظات السكون التي تمر على الإنسان بعضها مثمر تقطف ثمارها يانعة يستلذ بطعمها القلب والعقل وتأنس بألوانها الروح وتتسع لجمالها حدقة العين

وبعضه سكون مدمر ينشر بكتيريا الوساوس والهواجس فتنشغل النفس بأحاديث متطرفة وأحاديث متداخلة فيأخذ العقل الأمر بجدية فتراه يدخل في دهليز ويخرج من آخر بحثاً عن مخرج لا نهاية له.

تتلاحق الأحداث والأدوار وتبدأ النفس في نسج قصص الخيال والمغامرات، يضع الإنسان نفسه في بؤبؤ العدسة الشيطانية أمام كاميرة احترافية في لحظة التقاط الصورة تاركاً للشيطان مساحة واسعة لتوثيق أفضل الصور المنسوجة بأوهام الزيغ وخذلان النفس غافلاً.

أو متغافلاً عن قول الحق قال تعالى ”وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم“، استعذ بالله من هوى نفسك، استعذ بالله من ساعة غفلة قد تجرك في مهاوي الردى، استعذ بالله وكفى.

فالذين اتقوا إذا مسهم طائف وحام حول قلبهم شيطان مارد تذكروا لطف الله بهم وانكشفت الغشاوة عن قلوبهم، وأبصرت أعينهم نور الله بنور التقوى، فاتخذوا من سكونهم باب نجوى يحلق بهم في الآفاق وفي أنفسهم حتى يبين لهم الحق واضحاً فتشهده أنفسهم وتأنس به ارواحهم.