فاحتقبوها باقية العار !

 

 

فاحتقبوها باقية العار  ! ، إضاءة من كلمة سماحة المرجع الشيرازي حفظه الله في ذكرى استشهاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله

ألقى المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله كلمة قيّمه بجمع من العلماء والفضلاء والمبلغين الذين وفدوا على بيته المبارك بمدينة قم المقدسة وذلك يوم الأربعاء الموافق للثامن والعشرين من شهر صفر المظفر لعام ١٤٣٥ هـ وذلك بمناسبة ذكرى استشهاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله .

وفي هذا المقال نحاول أن نسلط الضوء على بعض النقاط التي ذكرها سماحة السيد المرجع حفظه الله في هذه الكلمة المهمة التي سلط فيها الضوء على نص مهم ذكرته السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في خطبتها بُعيد استشهاد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه واله والإنقلاب الذي حدث في سقيفة بني ساعدة.

فمن النصوص التي لها محتوى عظيم في خطبة السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي ذكرتها بُعيد استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله القى سماحة المرجع حفظه الله تعالى الضوء على جزء جداً مهم ليبين مدى عظمة هذه الخطبة وانها تحتوي على عصارة وخلاصة الإسلام وإنها بينت عقائد الإمامية ومنهاج التولي والتبري لديهم .

حيث قالت مولاتنا الزهراء سلام الله عليها في خطابها للمهاجرين والأنصار بعد انحراف المنهج الإسلامي " فاحتقبوها باقية العار !"  

فيقول سماحة السيد المرجع " كلمة "عار" لاتجدها إلا نادراً في خطب وكلام المعصومين سلام الله عليهم ، ولكن السيدة الزهراء سلام الله عليها استخدمتها لبيان فظاعة ماحصل بعد استشهاد الرسول صلى الله عليه واله" وقال " ان استخدام لفظ "باقية " اي انها باقية ولاتزول بسهولة ! " ، فهذا العمل الذي حدث بعد استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله باقٍ كالحقيبة التي يحملها الشخص على ظهره وحاملاً بها عار باقي وظاهر " .

وقال سماحته " إن التأريخ الإسلامي بعد استشهاد النبي يحمل عاراً باقٍ وذلك بعد اقصاء الإمام علي بن ابي طالب عليهم السلام من الحكم الإسلامي ، وبهذا أصبحت الأمة تحمل عار التخلف والإنحطاء وإن هذا باقٍ مابقي اقصاء المنصبين من قبل الله سبحانه وتعالى "
 
وقال سماحته " فبعد مرور اكثر من ١٤٠٠ عاماً على استشهاد الرسول الأعظم صلى الله عليه واله ، ومع استثناء فترة حكومة الإمام علي عليه السلام ، تجد ان كل مايوجد في هذا التاريخ الإسلامي كله عار ! ، فماذا نستطيع ان نقدم للعالم انموذج من قبل الإسلام ! ، هل نقدم بهلوي أو صدام أو نقدم القذافي كحاكم إسلامي ! ، فكل مالدينا هو عار من هؤلاء وأمثالهم "

وقال " من المسؤول عن انحراف مبدأ التسامح والاعنف والأخلاق الفاضلة التي قدمها الرسول الأعظم صلى الله عليه واله أثناء فترة حكمه ورسالته ! "

 فالرسول الأعظم صلى الله عليه واله كان يربط على بطنه حجر المجاعه مع انه كان الحاكم الإسلامي ليقدم ماعنده للمسلمين ! فأين نجد حاكم إسلامي يقوم بمثل هذا ! ولماذا انحرفت البلدان الإسلامية عن هذا المنهج ! وأصبح الفقر والجوع عاراً يحتقبه المسلمون على ظهورهم ويشوه بذلك صورة الإسلام لدى العالم !

فالعالم عندما يشاهد وضع التخلف الذي تعيشه هذا البلدان الإسلامية فإنها تنفر وتنأى بنفسها عن الإسلام ، فأليس هذا هو تجلي للعار الذي ذكرته السيدة الزهراء عليها السلام في خطبتها !

وقال سماحة السيد المرجع " من تجليات عظمة الرسول الأعظم صلى الله عليه واله التي يجب ان يعرفها الجميع  بإنه بالرغم من ماعاناه من المشركين في مكة وبالرغم من محاربته له طيلة ال ٢١ عاماً ولكنه عندما فتح ودخل مكة ماذا فعل " !

فهذه الإشارة من قبل سماحة السيد المرجع جداً عظيمة فهي تبين مدى التسامح الذي يجب ان يتمثل به الحاكم الإسلامي ، فالحاكم عندما يستتب له الملك فإنه لايبطش وله في رسول الله صلى الله عليه واله عندما دخل مكة فاتحاً إسوة حسنة ، وليس كمثل بعض الدول التي تحكم بإسم الإسلام فعندما حكم الحكّام فيها عُلقّت المشانق ، وسجنت وقتلت بإسم حماية الدولة والثورة !   

ختاماًً :  المسؤولية الملقاه على عاتقنا أن نعرّف العالم بالنموذج الإسلامي للحاكم العادل وهذا يتجلى في حكومة الرسول الأعظم صلى الله عليه واله وحكومة أمير المؤمنين عليه السلام ،

نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لنحي القيم الإسلامية المباركة ولنعرّف العالم أجمع بـ الإسلام الحقيقي البعيد عن الإسلام المحرّف المحتقب بالعار !