أوقفوا قنابل "الأملغم.!"


 

 
نعم.. هنالك قنابل مَوقوتة, وتَنفجر في كل يوم ولكننا لا نعلم عنها شيئا ً، لقد استخدم "الطب الحديث.!" قنابلَ مَوقوتة لكي يعالج بعض الحالات المرضية كاستخدامه حشوة الأسنان «الأملغم – Amalgam » وهي معروفة بالحَشوة المعدنية أو حَشوة الفضة لمظهرها الفضي , وهي مادة لحشو الأسنان التي تستخدم لملء التجاويف النَاجمة عن «تًسوس الأسنان» ، لقد انتشر استعمالها بين أطباء الأسنان في العالم وبالخصوص في الوطن العربي, وتم استخدامها لأكثر من «مئة وخمسين عاماً» في مئات الملايين من المرضى ، ويتم معالجة حَشوة الأسنان «الأملغم» عبر خلط بعض «المعادن الثقيلة» التي في نهاية المطاف تصبح مادة صَلبة تغطي تجاويف الأسنان.
 
«الأملغم السني» هي خليط من المعادن، حيث يتكون تقريبا ًالنصف الأول منها على المعدن السام وهو «الزئبقي السائل» والنصف الآخر على مسحوق سبائك يتكون من «الفضة والقصدير والنحاس», وما يقارب «الخمسين في المائة» من مكونات «الأملغم» هو عنصر «الزئبق» من حيث الوزن ، حيث يؤثر على صحة الإنسان, وتكمن خطورته عندما يتحلل ويدخل على شكل أيونات عبر الأنفِ والفَم ومن ثم يسري في جسم الإنسان عبر الدورة الدموية, ويترسب عبر مُرور الزمن في أنسجة الجسم ، حيث تنطَلق من «الأملغم السني» مستويات منخفضة من «بُخار زئبقي» يمكن استنشاقه, وبالتالي يمكن ربط علاقة ارتفاع مستوى التعرض «لبُخار الزئبق» في ظهور الآثار السلبية في «الدماغ والكلى».
 
يطلق أطباء الأسنان على «الأملغم السني» اسم « السَبيكة » , وهذه المعلومة غير صائبة , « السَبيكة » هي "مادة مكونة من اثنين أو أكثر من المعادن أو من المعادن «اللافلزية» متحدين بقوة ومتماسكين وينصهران معا ًوينحلان معا "ً, وهذا هو المعنى الدقيق للكلمة، كما ذكر في قاموس «Webster's» ، «الأملغم السني» ليس صحيحا «سَبيكة», إنما هي مُكونة من «خَمسين في المائة» من «المَعدن الزئبقي»، والذي لم ينصهر تماما مع باقي المعادن كمجموعة, وبالتالي تجده يتحرر باستمرار خلال حياة الإنسان على شكل بُخار وأيونات وجُزيئات مُتآكلة.
 
حتى يومنا هذا للأسف لا يزال هنالك أطباء أسنان يعتقدون بأن «الأملغم السني» مستقر على الرغم من وجود مئات الملاحظات والدراسات التي تثبت عكس ذلك, «الزئبق» مادة سامة, والأدلة تشير إلى أن «البُخار الزئبقي» الذي يتم تحريره بشكل مستمر من حشوات الأسنان, يتم تحوله إلى «أيونات الزئبق» من خلال «الرئتين», وعند التعرض لأي شكل من أشكال «الزئبق» بشكل مٌتكرر أو لفترة طَويلة، يمكن أن يؤدي إلى التسمم «بالزئبق» بشكل مزمن, ومن الممكن ظُهور الآثار المرضية, «آثار الجهاز العصبي وتلف الكلى، والعيوب الخُلقية, , وأمراض مَناعية» , وهنالك العديد من الأعراض ومنها:

  • التهاب اللثة: اللثة تصبح لينة وأسفنجية ومُتقرحة وربما يكون هنالك زيادة في إفراز اللعاب. 
  • المزاج وتغيرات عقلية :الأشخاص الذين يعانون من التسمم المزمن «بالزئبق» في كثير من الأحيان يكون لديهم تقلبات مَزاجية واسعة ، أحيانا يصبح سريع الانفعال، والخوف، والاكتئاب, والهلوسة، وفُقدان الذاكرة، عدم القدرة على التركيز أحيانا ً.
  • تلف الأعصاب : قد تبدأ مع رُعاش (الهَز)، وفُقدان الحسَاسية في اليدين والقدمين، وصُعوبة في المشي، أو صُعوبة في النطق, و قد تحدث الهزات أيضا في اللسان والجفون, وفي نهاية المطاف  يمكن أن يتطور إلى عدم توازن في المشي, ويمكن أن يسبب الشلل والموت في حالات نادرة.

هنالك صُعوبة في اكتشاف «التسمم بالزئبقي» في الدم أو البول , وذلك لأنه يترسب داخل أنسجة الجسم , وغالبا تظهر نتائج الدم والبول غير كافية لتحديد النسبة الحقيقية, والأنسب هو استخدام بعض الأدوية التي تتفاعل مع «المعادن الثقيلة» والتي تسهل خروجها من الجسم, وحينها يتم مراقبة خروج البول وقياس نسبة المعادن, أو عبر تحليل شَعر المريض أو أخذ عينة من النٌخاع العظمي في الحالات المرضية المستعصية والنادرة. 

على الرغم من صيحات خُبراء الصحة على مدى العقدين الماضين, والذي يدعو إلى وضع حد لاستخدام حشوة «الأملغم السني» ، وما زالت «جمعية طب الأسنان الأمريكيةADA- » ترفض ذلك وتصر على أنها آمنة، وهي مستمرة في مضايقة ومحاربة أطباء الأسنان الذين يؤمنون بضررها الصحي والبيئي, ما زالت أمريكا تتحكم في السياسات الطبية حول العالم, رغم أن هنالك دراسات عديدة تثبت خطر استخدام «الأملغم السني» ، ورغم إن حكومات الدنمارك والسويد والنرويج حظرت استخدام «الأملغم السني» ، ويعتبر استخدامها غير قانوني في بلدان أخرى، مثل ألمانيا والنمسا ، ورغم اعتراف  «منظمة الصحة العالمية - WHO» عبر دراسة نشرتها في عام 2003م , والتي ذكرت فيها "وقد أثبتت الدراسات على البشر والحيوانات التي استخدمت معهم مادة «الأملغم» في المساهمة بشكل كبير في معرفة عبء جسم الإنسان مع حشوات الأملغم" , وللأسف ما زال استخدامها في بقية العالم وبالدول العربية وبالأخص السعودية.

وخلاصة حديثي هنا أقول بأنه يمكن لحشوات «الأملغم السني» أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض عديدة, «فالزئبق» هو مادة مسرطنة معروفة "عامل مسبب للسرطان"، والتعرض لمادة «الزئبق» بشكل مستمر ولعدة سنوات, من الممكن أن يضعف بشكل كبير «نظام الجسم المناعي», الذي هو خط الدفاع الأول ضد «السرطان»، وخط الدفاع عن الأمراض الأخرى, كالبكتيرية والفيروسية..الخ,  ويمكن أن يسبب أيضا التعرض «للزئبق» في زيادة إنتاج «الجذور الحرة» المعروفة بـ «الراديكاليات الحرة» والتي تدمر «الحمض النووي الخلوي - DNA» , والذي يعتبر هو السبب الرئيسي «للسرطان», وعند استنشاق «الزئبق» في الجسم، يتم تحويله إلى شكله العضوي «ميثيل الزئبق»، وهي المادة التي «مئة مرة» أكثر سمية من «الزئبق», وهي قادرة بسهولة أكثر بكثير على اختراق حاجز الدم في «الدماغ»، وهذا هو السبب الذي يرتبط للإصابة بالعديد من «الأمراض العصبية»، بما في ذلك «مرض الزهايمر», و «مرض التصلب اللويحي المتعدد- MS» , و «مرض التصلب الضموري العضلي الجانبي- ALS», و «مرض لو جيريج», والعلاج النهائي هو خلع السن المصاب حتى لا تتفاقم المشكلة.
 
آمل من المسؤولين في «وزارة الصحة» و«هيئة العامة للغذاء والدواء» و «الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة» دراسة خطر هذه المادة حاليا ً ومستقبلا ًعلى صحة المواطن وضررها البيئي على الإنسان والحيوان والكائنات البحرية والنبات , حيث معظم مخلفات «الأملغم السني» ترمى في مياه الصرف الصحي وأخيرا ً في البحر وبعضها يدفن في الرمل.