6 أسباب لكي تصبح رادودا فاشلا
6 أسباب لكي تصبح رادودا فاشلا
هذا المقال يخص كل من يرى في نفسه وسيلة لخدمة الإمام الحسين . ولنبدأ من منطلق الآية الشريفة ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ ، إذ ينبغي ألا توجد قناعة باليسير في حال الاستطاعة .
الهدف من المقال : الرقي بالمجتمع الحسيني المخلص والتخلّص من بعض العادات التي قد لا يلاحظها البعض ولكنها تراكمت بفعل الإهمال أو التغاضي .
يأتي شهر محرم الحرام لتصبح (( الرادودية )) مهنة من لا مهنة له . لا أعبر بذلك عن رفضي لمثل هذه الظاهرة وغايتها الشريفة باعتبار النيّة السليمة ، ولكن المحصّلة منصبّة في قضية[ الاهتمام ] .
تأتي للبعض وكأنه يريد أن يقنعك بأنه بارع في الفشل لحد أنه تمكن من ابتكار طرق جديدة للفشل مرارا ! فلذلك هذا المقال يختصر المسافة لمن يريد الاقتداء بهذه النوعية .
1. يجب أن تكون متكبرا ومغرورا . من أفضل الطرق وأسهلها وينصح بها الكثير منهم . فكأنما أنت تتفضّل بما لديك على الناس البسطاء وتسفع بناصية أخلاق المنبر الحسيني وبساطة التعامل وحسن الأدب الذي إن دل فهو يدل على التمسك بأخلاق أهل البيت .
مهلا فهنالك خيط رفيع بين الثقة والغرور ، واعلم بأنّ أول درجات الفشل هي التكبّر ، خصوصا إذا أعطاك الحسين من بركاته ما لم يعطِه لغيرك !!
2. دع عنك الأهداف وتمسّك بالشهرة [ من أخطر الأمراض ] . كيف تثبت لي من جديد أنك بارع في الفشل ؟ الجواب : بأن ترائي بفشلك . الرادود عبارة عن حلقة وصل اجتماعية واسعة الأفق تندرج تحت منبر الحسين الذي يتسع لكل الشرائح حيث تصل لهم الرسالة العاشورائية بشكل مباشر ومكثف ، ومن هذا الباب يزاول البعض هذه المهنة للوصول وإبراز اسمه ، حيث يأخذ الهدف منحى آخر لطريق ذو فرعين فهو ربما يوصل للحسين ويجعل منك على العميان ( باشا ) .
3. لا تقبل النقد أبدا [ العزة بالإثم ] . فعلا أنت ممن جعلهم الله أمناءه في خلقه وأنزل عليك السكينة ، فاعمل ما بدا لك . أنت أعلم ممن يحاول تقويم خطأك أو بالأحرى تشويه "شهرتك" بالنقد البناء ! نصيحة : صبّر نفسك وحاول أن تستمع لبعض الآراء على الأقل ، ثم اصفع بها عرض الجدار فأنت لا تحتاجهم وهم بحاجتك .
4. أنت مشغول دائما . يبكيني ويضحكني في آن واحد عندما تتواصل مع أحدهم ويخبرك بأنه مشغول وتراه حينها ينشر صوره وهو في المجمّع الفلاني والمطعم الراقي الفلتّاني برفقة الشخصية المشهورة الفلانية لتزداد نسبة المتابعين له . لست أقدح في ذلك وبالعكس هذه خطوة جميلة للتواصل مع المعجبين . لكن عزيزي الرادود إذا كنت لا تعلم ، هل تعلم أن شهر محرم الحرام يأتي بعد شهري ذي القعدة وذي الحجة مباشرة ومناسباتهما قليلة وأنت من الواجب عليك الاستعداد المسبق لشهر البكاء والعزاء ولو بالشيء اليسير !! حقا ليس عليك الاستعداد فأنت مشغول دائما وتتعذر للكثير وأيضا إن التحضير والاستعداد ليس من سمات الكبار أمثالك ، فأنت لا تهاب صعود المنبر وتستطيع التعامل مع أعتى الظروف من تلحين وتحضير وإيجاد قصيدة للمناسبة ( حزّة الحزة ) ولا تجد صعوبة كونك الرجل الخارق .
5. التجديد . ليس عليك التجديد بل عليك أن تكون كآلة التسجيل التي تكرر ولا تفقه شيئا . احذر كل الحذر من متابعة الساحة العزائية فأنت في غنى عنها ، يكفي بأنك صنعت لحنا قبالة سنتين أو ( أخذته ) فكُتب على عباد الله الأشقَون(المساكين) أن تُكرر عليهم نفس الطور والقصيدة في كل مناسبة . وإياك ثم إياك أن تأخذ إحدى الدورات التأهيلية في الثقافة الرادودية أو علم الصوت فهي مضيعة لوقتكم الثمين –عزيزي- وكن ذا تعصّب لمنهجك ضد المدارس العزائية الأخرى فبهذا تثبت أنك الأفضل .
6. تجنّب مخالطة الشعراء والرواديد ، فبهذا الأمر ستنكشف حقيقتك المرة بداخلك ، وأنك صفر اليدين عندما تسمع لمنجزات غيرك وأنت واقف في مكانك . حاول بقدر ما تستطيع أن تشبع رغبتك الجامحة بكلمات الثناء الفارغة !
[ الحسين ليس بحاجة إلينا ، ولكننا بحاجة ماسة إليه]
أخي وعزيزي دع في قلبك قليلا من الرهبة والقداسة للقضية العاشورائية وأَوْلِهَا بعض الاهتمام فنحن بحاجة إلى أن نصل بها لأقصى درجات البذل والعطاء .
قد يلومني البعض على أنه لا يوجد رادود فاشل فهو في الأول والأخير من طاقم سفينة الحسين وهي الأوسع والأسرع ، ولكن قد يقع –الرادود- في الضعف وقد لا تكون الأسباب المباشرة من ذاته بل من المجتمع إضافة لعوامل نفسية وتوفيقات إلهية ، نعم أنا أؤيد هذا الكلام ، ولكن :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾
** * **
شكر خاص لكل من ساهم في هذا المقال من رواديد القطيف :
* عباس المسباع * حسين الحمادي
* زكي آل فردان * محمد العنكي
# تدقيق : الشاعر الميرزا أحمد آل سيف