حريه أم عنجهيه
في ظل الجو السائد على هذه المستديره و ظل المطالبات بمساحات الحريه و الحقوق العامه و الخاصه بطرح الاراء و حرية التعبير، تتداخل علينا الكلمات و معانيها الحقيقيه فيأخذنا المفهوم العام لهذه المطالبات الى أبعد من معانيها فتاتت الحريه المنشوده تعني أموراً كثيره لا تمت لمعناها الحقيقي .
الحريه أصبحت تعني التفسخ، الاعتداء، التهجم ، التسقيط و دائما تكون الأعذار لهده التعديات بعنوان ( الاسلام تكفل بالحريات )، نعم الاسلام تكفل بالحريه والتعدديه ولكن ليس بالمعنى الحالي من تجاوزات فالاسلام كفل التعدديه كقول الله تعالى ﴿وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾ * سورة هود 118 وتكفل ايضاً بحريه اختيار الطريق سواء ﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُر﴾ْ * سورة الكهف 29.
حرية الأختيار الصواب أم الخطأ فالله تعالى حق التقرير و هو من يقدر و يحاسب بعد أن بين سبحانه ماهو الطريق الصواب من الطريق الخطأ.
دورنا نحن البشر هو تبيان الطريق لبعضنا البعض في حال الإختلاف بعيداً عن التهجم و الإعتداء فالدليل يقارع بالدليل و البحث العلمي كذلك، أما لغه التسقيط الواهيه و لغه الصوت الاعلى هي لغه ضعيفه و ركيكه تنم عن ضعف المستند و فراغ في الباطن العلمي وعادة من يستخدم هذه اللغه ترى تخبطاته بين الفينة و الاخرى و ذلك بسبب عدم الاستناد لقاعدة ثابته ومحدده في التعامل مع من حوله و يكون المسيطر على افعاله هو نزعات مواقف سابقه لم يقرأها بشكل صحيح و لم يقيسها بشكل واقعي.
الاسلام المحمدي، إسلام أصيل و مناسب لكل الاوقات و لكل التطورات فالأسلام الحقيقي هو ذاته منذ نشوءه ملائم لكل الأزمنه وليس الاسلام هو من يتطور بمرور الزمن بل الزمن بما فيه من مفاهيم و عوامل هي التي تتطور إذا أقترنت بهذا لاسلام على العكس تماماً على ما يتم ترويجه بأن الاسلام ذاته تغير و يجب أن يتطور مفاهيمها كمالمفهوم الذي نتحدث عنه وهو ( الحريه ) و مفاهيم أخرى سواء كانت تتعلق بالدين و العقيده أم كانت عناوين تتعلق بمفاهيم الحقوق المدنيه.
عوداً على بدء
الفرق الدي يجب أن نعيه حين ندعي الحريه هو كيفية تطبيقها و المعرفه التامه بتفاصيل معانيها فالحريه لا تعني الإنتقام المشروع أو التسقيط المباح و مهاجمه من أختلف معك في الطرح فتبيح لنفسك حريه النقد بدون أي مسوغ و أي دليل ، وعوضاً عن ذلك تضع الحجج الواهيه فقط لاسقاط مشاريع من لا تلتقي بهم في طريقة التفكير و المعتقد و طريقة العمل على كل الأصعده.
فقبل أن نقف على أي مصطلح وحق مشروع و نتعلق به و نسرد الحقوق والحجج يجب علينا معرفه ماذا تعني هذه المصطلحات ومتى تكون صالحه للتطبيق قبل كل ذلك نتأكد من التزامنا نحن البشر بتطبيق شروط هذه الحقوق ويجب علينا للرجوع الى المفاهيم الاساسيه التي طرحها الاسلام الاصيل المتمثل في القرأن و أهل البيت عليهم السلام ومعرفة متى يجب تطبيقها بالطرق الصحيحه.