تغيير أم الحمام بين المثالية والواقعية(3-3)
كثيرون من أبناء هذه البلدة الطيبة عشقوا تربتها وشغفوا بخدمتها فمنهم من ساهم في الإرشاد الديني والإصلاح ومنهم من مارس التعليم والتربية ومنهم من قام بتشييد المؤسسات الخيرية واللجان الثقافية سواء عبر النادي أو الجمعية أو اللجان الأهلية المتنوعة, ولا شك بأن أم الحمام اليوم تزخر بأكثر من ثلاثين لجنة أهلية متنوعة للرجال والنساء والكبار والصغار, فلجنة لكافل اليتيم وأخرى للإصلاح بين الناس وثالثة لتعليم القران ورابعة لتيسير الزواج وخامسة لمشاريع البلدة والتكليف والعمرة والكشافة والاحتفالات وتنظيم المواكب ولجنة خاصة لتزيين الجدران بالكلمات الموجهة والتعريف بالجامعات وتجميع الملابس القديمة وإيصال المساعدات للفقراء، نرجو من الله أن يوفق العاملين فيها للإخلاص أولاً وقبل كل شي ومنفعة الناس والآخرين ويسدد خطاهم ويحفظهم في أسرهم وذويهم ويقضي حاجاتهم للدنيا والآخرة .
ونقصد ( بالتغيير ) التنمية والتطوير وسنركز في هذه السطور القليلة على نقاط محددة ولن نتوسع في ذكر لجان كثيرة تحتاجها البلدة كجماعة المعلمين والفنانين والأطباء والمهندسين والقرض الحسن وكذلك نفس الشيء في الجانب النسائي ولجان للخطابة والكتابة وتزويج العازبات ولسنا بحاجة لبيان فوائد هذه اللجان فهي ظاهرة في تخصصها في حل المشكلات المتنوعة وفي صرف طاقات الشباب في عمل الخير والبحث عن وظائف للشباب.
هل نستطيع تحويل أم الحمام إلى قرية نموذجية لقرى المنطقة في كل شيء وليس فقط في الجمعية والتي فاقت تصورات الجميع، فعشرة مشاريع عملاقة في عشر سنوات كلف أقلها مليون ريال ليس ذلك باليسير مقارنة بمستوى العمل الاجتماعي في القرى .
هل نستطيع أن نغير النادي ونغير الشوارع ونزينها ونسعى لتنظيم الطرق والمواقف والأزقة ؟
يجب أن تشكل ورش عمل للإجابة على هذا السؤال بروية ولتضع خارطة الطريق الذي نسعى إليه والتي من المهم أن لا تتشابه مع خارطة الطريق التي أرادوها لفلسطين.
إذا نظرنا لمجلس إدارة جمعية أم الحمام الخيرية وكيف تحرك وتكاتف مع رئيس المجلس واستطاع أن ينجز مشاريع ضخمة باشتراك مختلف الشرائح فأنشأ مشروعاً لكافل اليتيم وآخر للمستوصف وللروضة وللنساء وللتدريب وقاعات للأفراح والمناسبات فهل نستطيع نحن أن نستفيد من ذلك التحرك في طرح مشروع لتطوير النادي وتبني الأهالي لذلك بعد أن تكون هناك حملة إعلانية بالتعريف بالحاجة الماسة للنادي الرياضي والنادي الأدبي, هل يا ترى يدرك الأهالي بأن النادي لهم ولأبنائهم وإنهم إذا ساهموا فيه فذلك لن يضيع بل يبقى في المستقبل لأبنائهم؟
أوليس بعد أن أقام أهالي البلدة الطيبة روضة نموذجية للصغار ( بتكييف مركزي وفصول حديثة ومناهج وتدريب معلمات قديرات ) عاد النفع على صغارنا نحن وليس غيرنا !
أوليس الأمر نفسه إذا صنعنا ذلك بالنسبة للنادي والمدرسة إذا قمنا بدعم المدرسة الثانوية أو غيرها !
كيف نحبب أولادنا للتعليم ألا يحتاجون بيئة مناسبة تتوفر فيها الشروط الملائمة؟ أو ليس من المفارقة أن تكون الروضة متقدمة في بيئتها التعليمية 100 درجة على مدرسة الثانوية فضلاً عن النادي الذي أصبحت خدماته هي بنفسها تحتاج لخدمات .
- لنبدأ من أفكار بسيطة : مثلا : جميعنا يتذمر ويشتكي من مستوى باصات طالبات كلية البنات وكيف أنها قديمة ومتهالكة ولا يوجد بها حتى تكييف وقد تشكل خطراً على بناتنا في الطريق أولا يمكن أن يتعاون الأهالي ( كما يتعاونون لبناء حسينية أو مسجد وفي ذلك أجر كبير ) في جمع التبرعات لشراء ثلاثة باصات حديثة تفوق باصات أرامكو ونقدمها خدمة توصيل لبناتنا في الكليات سواء كان ذلك مجانا أو مقابل مبلغ رمزي وكذلك بالنسبة للبنين.
علينا أن نتذكر أن يد الله مع الجماعة وخيركم خيركم لأهله وأهل أم الحمام يشكلون عائلة واحدة غنيهم وفقيرهم وعالمهم وجاهلهم علينا أن نتكاتف فكما نجحنا في مشاريع سابقة بتوفيق من الله سننجح في المشاريع القادمة، إنها خطوات مترابطة لا ننتظر من الآخرين حل مشاكلنا دعونا في أم الحمام نشكل نموذجا للإصلاح في منطقة القطيف والبلدان الأخرى فما تحقق من مشاريع الجمعية لدليل على أن أهالي هذه البلدة طيبون ومخلصون لبلدتهم ومتفانون في خدمة مجتمعهم ودينهم.
