عِدة صور

حسين منصور الحرز *

صورٌ من الآلام يكسوها الضباب

أتفحص الطرقات حولي

طارقاً باباً فباب

تتثاءب الخطوات في خطوي

وتمضي في المدى تطوي

وتطوي

تستفيقُ فلا ترى غير السراب

أنا من تراب

أنا من عجين الأرض

من ماء السحاب

تتصارَعُ الرغباتُ في ذاتي

فتملؤني ارتياب

تتقاذف الأيام أحلامي

وتشتبك الدهور

متمسكٌ بالجذرِ

تجذبني الجذور

وأنا صريع بالأنا

قلبي المصاب

أين الذهاب

والأرض من حولي يباب

ألقيت مرساتي على كتفي

وأشرعتي اكتئاب

وطفقت استجدي خيالاتي

وأحلامي العذاب

دققت أبصر في البعيد

محاولاً إيجاد نفسي

باحثاً في الطيف

عن آفاق قدس

ودنوت أنظر منتهى الآمال

أبصرت الخراب

صورٌ من الآلام آهاتُ العذاب

*   *   *   *   *   *   *   *   *

صورٌ من الأحزان ليلٌ في غيوم

تتكالبُ الأحزان في صدري

أَتعَْلَمُ مَنْ أكُونُ

تتمزق الأحلام في حلمي

فتسرح بي الظنون

في كلِ خاطرةٍ تراودني

وتعصفُ بي السموم

أنا من أكون

نجمٌ تألق حسنهُ بين النجوم

قيثارةُ الدهر الذي

غنى فأطرب عاشقيهِ

وهو المكبلُ بالهموم

جرحٌ يجوس بخافقي

بحرٌ من الآلام

يبحرُ في دجى حسي

ويوغلُ في جراحاتي

يغوصُ بها يعوم

حلمٌ تدحرج وارتمى

فوق الطريق

وغالهُ دهرٌ ظلوم

نفحاتُ أنفاسي لهيبٌ

شُقَ من وهجِ الجحيم

متصاعداً

من الأعماق منبعثاً

حتى ارتقى قمم السدوم

قل لي إذا عانيت مثلي صاحبي

فمن الملوم

*   *   *   *   *   *   *   *   *

لا تعذليهِ وقد غدا

ألمٌ يسامرهُ الألم

تسمو بهِ الآمال

يسحقهُ السقم

جرحٌ تمازج والنغم

مازال يجترع الكؤوس معربداً

حتى الثمالةَ شارباً

منهُ الجوارح لم تنم

ثم انثنى يسقي الكؤوس مرارةً

مما انكوى

مما ارتوى

من فيض كاسات العدم

منذ القدم

لازال يحسِبُها بآهاتٍ ولا آتٍ ولم

لازال يحسِبُها بساعاتِ الألم
كتبت هذه القصيدة بتاريخ
11/11/1420هـ
17/2/2000م
شاعر وأديب