الزهراء وفدك اليوم
" أيها الناس، اعلموا أنّي فاطمة وأبي محمد ، أقول عوداً وبدواً، ولا أقول ما أقول غلطاً، ولا أفعل ما أفعل شططاً ".
هكذا هي الزهراء سلام الله عليها في خطبتها الفدكية البليغة التي حيرت البلغاء في بلاغتها والفصحاء من فصاحتها ومنطقها ، فعرفت بنفسها وألقت عليهم الحجج والبراهين ، فنسبت نفسها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو أشرف نسب من الأولين والآخرين وكان أول برهان .
ثم ألقت عليهم الدلائل من كتاب الله والذي فيه تبيان كل شئ .
وبعد كل ما ذكرته من الدلائل والبراهين ما أنصفوها بل ظلموها وغصبوها نحلتها . فكانت مثال المرأة المسلمة القوية التي لا تسكت عن ظلم ، ولا تتغافل عن حق ، فقامت بالناس طالبة لحقها رغم كل ما كان في تلك الحقبة التاريخية من ظلم لأهل بيت النبوة عليهم السلام .
هكذا كانوا مدرسة تُعلمنا أبجديات المطالبة بالحقوق استراتيجية فكر بكل الطرق الممكنة ، وبسرد الحقائق والدلائل .
فالزهراء ليست رمزا نبكيه فحسب بل مدرسة ننهل منها ونتعلم فيها .
إنها القطيف صدحت بالطرق السلمية والدلائل الواقعية والحسية واضعةً الزهراء عليها السلام دستوراً ومنهجاً ، فكانت كلمتها عبر " قطيف الغد" هاهي عَرَفت بنفسها ونسبها لهذه الأرض المباركة ( القطيف ) ، وطالبت بحقها في التنمية بالطرق السلمية والقانونية بعد أن جمعت الدلائل والبراهين ، فلا تنطق من كلمة إلا وكانت الحجة لها برهانا , تلبية لما تمر به هذه البقعة من تهميش وغبن .
فكان الواجب علينا دعمهم بكل ما نستطيع , كي نسير بذلك على نهج مدرسة أهل البيت عليهم السلام الذين قضوا حياتهم في طلب حقوق الأمة .
فنسأل الله بحق الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ، أن يوفقهم - قطيف الغد - لما يصبون إليه ، وتُحقق تطلعاتهم في التنمية لما فيه خير هذه الأمة ، و يفرش الرقي ، و التطور في مساحاتها ، فالزهراء هي الملهمة والدستور ، وهي من ستباركهم خطاهم بإذن الله تعالى .