وما زال للعجل خوار ! - الجزء الرابع

 

 

 

لأي تيار أجندات و مشاريع يُريد من خلالها أن يظهر و يُبرز نفسه و يسوق لأفكاره في أي مجتمع ، وتختلف الوسائل بإختلاف الأجندات والمشاريع ، وخصوصاً إذا كانت تخالف ما جُبل عليه هذا المجتمع أو ذاك ، فبعض التيارات " المنحرفة " تسعى بكل الوسائل لإستحداث و ترويج كل مايصب في مصلحتها و يُسّقط من خصومها و أعدائها ، الذين يشكلون عقبة أمام سعيها في إظهار و إبراز مشروعها ، خصوصاً إذا كان هذا المشروع لايقوم ولايستقيم إلا على حساب المعتقدات و على أنقاض القيم الرصينة التي يتمسك بها المجتمع .

ومن جهة أخرى ، تريد هذه التيارات أيضاً أن تنال إستحسان و رضا الطرف المقابل ، ممن تربطهم معها علاقة مصلحة ،  و لا أسهل عليها من أن تًُبرز نفسها كتيار مُعتدل يحارب " التطرف " من الجانبين ،

 فكما أنا أحارب المتطرفين و المتشددين في بيتي ، عليك أنت أيضاً أن تحارب المتطرفين و المتشددين الخارجين من بيتك !!

فمن المسميات و الأفكار التي أطلقتها و روجتها هذه التيارات المنحرفة ،  مسمى " التطرف الشيعي " أو " السلفية أو السلفيين الشيعة " ، فإطلاق هذه المسميات أتت لخدمة مصالحها سواء كانت هذه التيارات سياسية خالصة أو سياسية متلبسة بالدين و متسلقه عليه لتصل بذلك لمأربها و مقصدها .

فكوني " معتدل " و كون الأخر "سلفي متطرف"  ، يُفسح الطريق لي لخدمة أجندتي و مشروعي و يفتح لي الباب لتقبل الأخر .

فالهجمة التي تشنها هذه التيارات على العقائد و محاولتها إخراج كل ما لا يوافق هواها و لا يخدم أجندتها من عباءة العقيدة لتسقيطها،  وكان آخر هذه المحاولات هو تحريم النيل ممن يعتبره الآخر رمزاً  !!  ، وهذا القول يضرب بعرض الحائط الأيات في القرآن الحكيم التي ينال الله  - سبحانه و تعالى - بها من الظالمين و رموزهم بل ويلعنهم و يسبهم ، ويضرب ايضاً كماً من الروايات المعتبرة المروية عن أهل البيت 

فيا أيها المعتدلون ! ، هل رفض إعادة النظر في هذه الآيات الكريمة  والروايات الشريفة  والمسلّمات العقائدية والتاريخية والفقهية يعتبر تطرفاً !! ، هل مواجهة من شكّل حالة سلبية داخل المذهب ، فواجه هذا المنهج المنحرف، الذي حاربته شريحةٌ كبيرةٌ من أتباع المذهب وعلى رأسهم كبار المراجع والعلماء ، هل هو من التشدد !! .  هل عندما لم تجدوا حجة تبرِّر ما قامتم به عمدتم إلى إتهام مخالفيكم بالتشدد وسميتموهم (بالسلفيين الشيعية والمتطرفين ) !! ، في الجانب الآخر ، ماهي ثمار مشاريعكم ووحدتكم المزعومه !! ، هل طالبتم يوماً بتوقف "الآخر" عن تكفير رموزكم ! ، هل سمعنا يوماً أحداً من "الآخر " يطالب بني جلدته بالتنازل عن عقائده وثوابته و قام بتحريم تكفير أبَوي الرسول صلى الله عليه واله وعمه مؤمن قريش ابو طالب - عليهم السلام - مثلاً !! ، مالكم كيف تحكمون !

ختاماً : إن من الطبيعي أن نرى مثل ذلك من الذين يريدون الإنسلاخ من الثوابت الدينية وتمييع العقيدة والشرع لخدمة مصالحهم ، فهؤلاء عندما يعجزون عن مواجهة صلابة المؤمنين بالمنطق العلمي فإنهم يلجأون إلى تسقيطهم بالسخرية والتنابز بالألقاب،

وهؤلاء حمقى، فإن في وصفهم المؤمنين الخُلَّص بــ "سلفية الشيعة"  لا يشينهم، حيث أرادوا أن يذموا فمدحوا! فإن الشيعي اليوم يفخر بأن يكون على عقيدة وثبات وإيمان أمثال سلمان والمقداد وأبي ذر وعمار والأصحاب الخيرين للأئمة الطاهرين - عليهم الصلاة والسلام - والعلماء المتقدمين الذين كانوا في ثباتهم على التولي والتبري والتمسك بحرفية الأحكام الشرعية والإصرار على العمل بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. كانوا في ذلك مضرب الأمثال، فهؤلاء سلفنا الذين نفخر بهم، وأعظم مدح لنا أن يُقال أننا نمضي على منهاجهم.

فالواجب على المؤمنين الخُلَّص التمسك أكثر بالعقيدة والأحكام والأخلاق الإسلامية، ليرى الناس الفرق بينهم وبين هؤلاء السفهاء الأذله .

وليس وصفنا لهم بالسفهاء تجنيا منا عليهم، بل هو وصف شرعي لهم، لأن الذين يتنازلون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خوفا من الضرر والتضييق هم سفهاء بنص إمامنا الباقر صلوات الله عليه، فقد قال: «يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون، يتقرّأون ويتنسكون، حدثاء سفهاء، لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم». (وسائل الشيعة للحر العاملي).