المفارقة بين الواقع والوقائع
فرق تسد...
كثيرا ما سمعنا بهذا الشعار يتهافت بين طياتنا (( فرق تسد )) وجميعنا يعلم بأن هذا الشعار الصهيوني كان الهدف الرئيس منه هو إشعال نار الفتنة بين الطوائف الإنسانية عامة ولم يقتصر الأمر على المسلمين فقط بل على جميع ما هو إنساني وجميع الاختلافات المدرجة في صفحات الشعوب ...
لما كل هذه الخلافات ؟!... وما هو السبب الرئيس وراء إشعالها ؟
في العادة ينتهز الإنسان الفرص التي تمر أمامه ... ولكن تبقى هذه الفرص ضئيلة جدا في ظل وجود منافسين له او معارضين . لذلك ترى الإنسان يحاول أن يشغل هؤلاء المنافسين و المعارضين بأمور تبعدهم عن محور المنافسة والمعارضة له .
وهكذا بدأت القوى العظمى في بث سمومها التفريقية لمنطقة الشرق الأوسط كي تشعل فيها نار الفتنة بين العرب والمسلمين كي تحورهم عن مسالة وجود حضارة جديدة في المنطقة أو بالأحرى تحول هذا المسمى إلى استعمار صهيوني في المنطقة العربية.
وكان مبدأهم (( كل الوسائل خيره مادمت تؤدي إلى الهدف المطلوب )) وكان هدفهم هو إيجاد دولة لليهود أما وسيلتهم فهي (( فرق تسد )) ... وهذا فعلا ما بدا واضحا جدا بين طيات كواليس العرب , إلى أن أصبح الأمر جليا واضحا كوضوح الشمس ... وهذا ما أراده الغرب ...
وكانت حيثيات هذه التفرقة هو ابتعادنا نحن العرب والمسلمين عن العلوم بجميع صورها والالتفاف نحو التفرقة والبحث في صور الضعف في المذاهب أو الحركات الأخرى كي نثبت أخطاءهم ...
ولكن الغرب قد تجاوز هذه المسألة وتداركه بارساخ المبدأ العلماني ... كي بتجاوز بذلك الخلافات الدينية أو حتى العرقية ...
ولكن لو نظرنا إلى الإسلام لوجدنا انه ليس واجبا علينا أن نقر مثل هذه النظريات العلمانية ... كي نستطيع تجاوز هذه العقبات التي صنعها الغرب أمامنا ونتجاوز كل الخلافات ... بل على العكس تماما يجب علينا التمسك بهذا الدستور العظيم - القرآن الكريم - الذي ما انفك أبدا إلى وهو يدعونا لتماسك وتوحيد كلمتنا وجعلنا امة واحدة ... وأنا أنكر على من قال بان الخطاء هو في إسلامكم وإلا لما وصلتم إلى هذه المرحلة ... وأقول له (( إن الخطاء في فهم الناس وتطبيقيها للإسلام لا في الإسلام نفسه )) وإلا لما كنا سادة العالم في الزمن كان يطبق فيه الاسلام بحذافيره.
لذلك يجب علينا التمسك أولا بديننا الإسلامي بكل مقاليده ودحر كل ما من شأنه إشعال نار الفتنة بيننا واستأصل ذلك السرطان الملقب بـ(إسرائيل) كي نستطيع أن نبداء في حوارات تقاربنا.
وإلا لن يكون أبدا بإمكاننا صنع الحوارات التي سوف تطور لنا حضارتنا إذا كنا منشغلين بأمور عدة أهمها إسرائيل وخطرها على الأمة لما تبثه لنا من سموم فكرية وحضارية .
وهذه المفارقة بين الواقع و الوقائع .