مجرد تساؤلات !!

 

 

 

راج في الأونة الأخيرة الحديث على أن إظهار العقيدة من خلال الجهر بالبراءة من أعداء محمد وآل محمد - عليهم الصلاة والسلام - يسبب فتنة و يسبب سفكاً لدماء الشيعة، وأن ما يحدث من احتقان طائفي فهو بسبب هذا الأمر.

ولكن لدي بعض التساؤلات للقائلين بذلك .

هل الاحتقان الطائفي الذي نتج في الشام وخصوصاً في سوريا كان سببه ديني عقدي أم سياسي !؟ ، وهل القتل والتهجير للعوائل الشيعية في مختلف المناطق السورية كانت بسبب جهر البعض بعقائدهم أم بسبب الموقف السياسي المخجل لبعض " قيادات " الشيعة في إيران ولبنان وبعض أقطار العالم الإسلامي من هذا الحراك الشعبي الذي أيدته معظم شعوب المنطقة العربية و الإسلامية !؟، وهل الاحتقان الطائفي والاصطفاف الذي نشأ بعد الحراك البحريني كان بسبب الجهر بالعقيدة أم بسبب التحرك السياسي للشعب البحريني ولبعض القيادات للحصول على مطالب حقوقية وسياسية ودعم القيادات الشيعية خارج القطر البحريني لهذا الحراك !؟ ..

ثم لو افترضنا جدلاً أن الحراك "العقدي" - إن صح التعبير - وإظهار البراءة ، كان مسبباً لهذا الاحتقان وسبباً للفتنة وسفك الدماء ! ، ألم يكن أئمة أهل البيت عليهم السلام يعلمون أنه سيتم تدوين وتناقل حديثهم عن البراءة من أعدائهم بين شيعتهم ثم سيأتي اليوم الذي ستتواجد مثل هذه الروايات التي تذكر مثالب أعدائهم لجميع العامة !.

فإليك يا عزيزي هذه الرواية العجيبة المنقولة في الكافي الشريف عن الإمام الرضا عليه السلام.

رويَ أنه قيل للإمام الرضا عليه السلام : إنك تتكلم بهذا الكلام والسيف يقطر دماً ؟

فقال عليه السلام : إن لله وادياً من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل، فلو رامته البخاتي (الإبل) لم تصل إليه.*

فكان هذا رده - عليه السلام- على الذين ادعوا أنه - عليه السلام - يُحدّث بأحاديث قد تتسبب في قتل الشيعة، فرد عليهم الإمام الرضا عليه السلام، بأن قول كلمة الحق لا يتسبب في قتل أحد لم يحن أجله، ولو اجتمع عليه الإنس والجن معاً.

ثم إذا فرضنا جدلاً أنه تم سفك الدماء بسبب العقائد، فلماذا نرى من يأمرون الناس بالسكوت عن ذكر مثالب ظالمي محمد وآل محمد عليهم السلام والنيل منهم بدعوى حفظ الدماء والتقية، وللمصالح الدنيوية والمطامع السياسية لا يمارسونها أبداً، حتى ولو سفكت في سبيل تحقيق مطامعهم في الشأن السياسي وراح ضحيتها الشيعة من قتل وتعذيب وتهجير !!

ألم يفعل البحارنة هذا ؟؟ وقاموا برفع شعارات في الحراك من المؤكد أنها ستؤدي إلى اعتقالهم وتعذيبهم بل وقتلهم ! فلماذا لم يمارسوا التقية ؟

هل الدماء رخيصة من أجل سقوط الظلمة ومن أجل أمور سياسية دنيوية، و غالية في سبيل سقوط ظلمة آل محمد عليهم السلام وفضحهم!؟

مالكم كيف تحكمون؟

هل الثورة السياسية مشروعة بينما الثورة العقدية الدينية محرمة؟

مجرد تساؤلات ، لتعيها أذنٌ واعية .

* المصدر : الكافي الشريف , الكليني, ج2 ص59.