و ما زال للعجل خوار ! - الجزء الثالث

 

 

 

 

ما زال القوم يتغنون و يدّعون تمسكهم بالنهج و الفكر " الشيرازي " .. وهذا التغني يذكرني بكم من الإجتماعات التي عقدوها خلال السنوات الثلاث الماضية ، كان آخرها قبل حوالي العام تحت عنوان " لم الشمل" وتم دعوة و إختيار الشخصيات بعناية خاصة، فأولاً : تم دعوة مطبليهم و المحسوبين عليهم ، ثم دعوة الشخصيات التي يمكن من خلالهم الترويج لبضاعتهم و أستثنوا من هذا الإجتماع من يخالفهم في التوجه و لو الإختلاف البسيط ، وحينها خرج كبيرهم صاحب "رزية إنقلاب المكتب الشهيرة" بخطاب رنان يذكر فيه فضل الإمام الشيرازي - أعلى الله مقامه - عليه ، وفضل هذا البيت و  فضل سماحة المرجع السيد صادق الشيرازي - دام ظله - ، ثم خرج كبيرهم الأخر بنفس الخطاب ليروج من خلاله لمشروعهم و ليكسب بذلك جمع من المتعاطفين و يحاول من خلال هذا القول كسب المزيد من الأصوات الداعمة لمشروعهم المفلس. وكذلك لم يخلو الإجتماع من تطبيل وتصفيق يكاد يضحك الثكلى !! ولكن هذا الأمر لم يعد ينطلي على أحد إلا المتوهمين وخصوصاً بعد أن دخلوا في المرحلة التي كشفت زيفهم و أسقطت ورقة التوت عن سوأتهم .

فهم من خلال هذا المنهج الذي إنتهجوه في محاربة العقائد و تسخيفها ثم النيل والتعرض لعلمائنا و مراجعنا ، لم يجعلوا أنفسهم في قبال النهج الشيرازي و المرجعية الشيرازية فقط ! بل وضعوا أنفسهم قِبال جميع المرجعيات و الحوزات العلمية ، التي كانوا و ما زالوا الخط المنيع الذي يقاوم أمثالهم من علماء دُنيا و مثقفي مصالح ! وبهذا الفعل أيضاً وضعوا أنفسهم في قِبال المجتمع المتدين الواعي الغيور على دينه و عقيدته .

المرحلة الثانية : وهي المرحلة التي نعاصرها الآن و أول من دشنها كبيرهم ومنظرهم "توفيق السيف" و كانت هدفها هو النيل من رجالات المرجعية التي تخالف توجهاتهم وتعاكس تطلعاتهم لتمهيد الطريق لإستهداف المرجعية ككل ، التي تنادي بالتمسك بالعقيدة و التمسك بالثوابت و عدم النظر لأمثالهم من علماء ومثقفين من أصحاب الأهواء و من يجعلوا الدنيا نُصب أعينهم ، فالسيف ليس بشاد عندما كتب سلسلة من المقالات التي تنادي بتنقيح التراث ، ولكنه صعّد الأمر بمهاجمة المرجعية و إتهامه إياها بأنها لا تعلم بما يقوم به رجالاتها !! ووصفه كذلك أحد رؤوسها بالخرافي !! .. وهنا بدأت العجول من مطبلي هذا التيار بالخوض فيما تعلم وما لا تعلم ، فوقع كلمات السيد المرجع على أمثالهم كانت كبيرة و مؤلمة جداً لدرجة أفقدتهم توازنهم وقاموا يضربون بنظريات كثيرة تؤيدها المرجعية أو يدعمون نظريات كانت تعارضها المرجعية !! وهم لا يزالون يدعّون إتباع منهج الإمام الشيرازي - قدس سره - !؟

﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ

من منطلق هذه الآية الكريمة ، نرى أن ماقام و لازال يقوم به المجتمع من هبه و انتفاضة للدفاع عن معتقداته و ما يؤمن به و لفضح هذه التيارات المنحرفة التي تُريد تطويع الدين لخدمة مصالحها و مشروعها ، فالقوم لم يحسنوا الحساب هذه المرة و بدء سقوطهم و إنتحارهم الفعلي و لكن هذا سيكون أسرع و أقل ضرراً إذا تكاتف الغيورون على الدين و المذهب من مختلف الإتجاهات ، فالحرب هذه التي تشنها ولا زالت تشنها هذه التيارات المنحرفة ليس موجهه ضد النهج " الشيرازي" فحسب ، بل هي موجهه لكل مايؤمن به الفرد الشيعي من معتقدات و قيم ورثها من المعين الصافي لأهل البيت

أحبتي من هنا أدعوا جميع المؤمنين بتكثيف الجهود لمحاربة نهج هؤلاء و تحجيمهم ، ولكن للأسف لايزال البعض سواء من مؤسسات دينية أو ثقافية أو حتى أفراد لهم وزن وثقل إجتماعي يستضيفوا أمثال هؤلاء في المناسبات الدينية والثقافية العامة ليلقوا من خلالها سمومهم ، فيجب على المجتمع الآن أن يتكاتف أكثر ويضغط عليهم ليزيد من عزلتهم ، و ليبطل بذلك خوار عجلهم ! .