الفائزة : حنطةُ قبر وسنة من اللازورد

 

 

 

إلى الطريقةِ المسكونةِ بالضجيجِ الحريري .. إلى الوحدةِ المقتَلَة .. إلى الريميةِ المنذورةِ للزينةِ - تلكَ التي استولَتْ على حقله - إلى مياهِ الدربِ يقرضُها الحنين .. وهكذا ننقصُ طولا، وصولا، مسافة، قيسا وعبلَة .. إلى سُدنة الفوز، سيدةِ الدلالة .. فطَوْر التمني ميّعه الأسى وهجَّر البحرُ وحلَه ..

فهذه المرة ما برمجتُ شيئا يا خالة .. فقط صرتُ أقطرُ رملا يصنعُ داخلي حفرتَك المستطيلة ويغرسُ ظهري عندَ رأسِ الحفرة،كلوحة تعريف بمرحومة ما كانت أصلا عليلة،حيث لا علة مع الحسين

وما دام الطريق إلى زينب الشام فأنت صحيحة ..

قلمي فمي مجلسُكِ السبت المهرجان ( كل تفاصيل العقيلة ) تشكو خللا حالَ عليهِ الحوْلُ عاريا مفضوخَ السنابل بلا حقول أو مواسم، والبكاء يفكّهُ المطر .. يا مطر ..
ومن قالَ بالموسم المطري قال بالوجع الدائم ..

هائم / أو هائمون .. وريحانةُ القرى تبثنا وجدا إنما ( لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) ؛ لذلك نزعتُ الريشة من فمي الوسنان وهيأتُ صدري للآه الطويلة، فعناقيدُ الرؤى تالياتُ النوْحِ ليسَ يصرفنَ المرارة والنهرُ رافلٌ برزم المعزين والدورُ ثكلى و الأدوار قتلى والحنين .. عاصفٌ يا خالة الحنين .. وما عدتِ فكنّا دون الجمال التأهبي كصرعى محبّة دونَ نعيم أو شمال أو لسان أو يمين ..

ففصولُ الكفايةِ ومزاراتُ العطشِ وجدانياتُ منفضَّة، ومترُكِ الآخاذُ يضمُّ الجبلَ مخنوقا والسفحُ ضمنَ غصة .. من للبطل ؟ وصورةُ النعشِ المعراةِ - من وسن - يلفها الكفن .. والبياضُ الشرنقة يكفُّ الفراشةَ أن تطير..

المصير يا خالة .. يؤرقنا المصير، ونحبُّ السبقَ لكن ليسَ شرطا أن يصير .. فالوابلُ السمعيُّ جداريٌّ جدا إذا جاء يُسمِعنا موتا و الحياةُ الأخرى لا نعيها بسرعة و استعجلتِ أن نعي ..

ليتك يومَ نعى الناعي معي، أكونُ ضيقا تكونين وسعي .. و عيا وجعا ضمنَ علة الانفكاك ، رفض التخلي ، المواراة رغما .. لا يهم .. المهم تكونين معي
معي .. من جانب الطور الأيمن من سُرادقي تلمينَ – ضما – ما ينفلتُ عني، معي .. لأن كلَّ اليانعاتِ وقتَ المُصابِ ذبول، وجرسُ الجنازة ما كان يسيرا يا خالة .. وصغيرةٌ أنا .. والوضعُ على الصغار مهول ..

كنتُ دائما أقول : غدا سترين .. ما حسبتني مقصوفة الغد والجناتُ أعجلُ إليك مني، وأشهدُ على ذلك فكري، سلي حقلي عن أقبيةِ الجفاف وشحوب المبنى، رجّيها أطراف التيبس رطبا جنيا، وانزلي علينا مطرا و اتركينا لصفعة المعنى، أو اتركي القبر قليلا و حدثينا ..

كيف نحن من هناك ؟ من وراء السماء ، دون زرقة ، ضمن تابوت .. أبجمال أم بدون ؟

ما تصنعين ؟ يا هالة الجمع في محاراتِ الباسمين .. أتُسَندَسين ؟ والمرايا تطيحُ .. ألديكِ سبت يشوّقُكِ إلينا ؟ أم وحدنا نصارع أسبات الدنيا مذ اقتصَّتْ منا واستغلَظتْ علينا ..
أأغلقُ وسنا كتابيا - يا نبعا ما اعتزل التدفقَ و تدفئة الحقول – ؟ أيصلحُ أن أفعل في غير خوف ولا إيمانٍ بضرورات الإغلاق والقبر المفتوح الذكرى يؤاخي بيني وبين المقبرة ..
أأفعل و الركبُ الساطع الميزات اختار الأكتاف وسلبَ البعد الوتري ميزتَهُ الرنانة أم أروح لأمي أملأها امتناني إذ عرفتني جمالا و أغرقتني أطواق حركة وياسمين بشري وأبقتْ عيني كباقي الأعين الينابيع (حرَّانة) ؟!! ..

لن أقرر شيئا وسأكمل عفوا عشوائيا فلا شلالات مهندمة ولا النيران فرحانة