ثمن حرية الرأي

 

 

 

"إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم". من الكلمات الخالدة في التاريخ الإنساني وكيف لا وقد قالها الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ليبين للجميع إن الحرية قيمة إنسانية يجب المحافظة عليها , كما أن الحرية هي القيمة التي لا يمكن التنازل عنها أو المساومة عليها ... ومن فصول هذه الحرية هي حرية الرأي والتعبير .

حرية الرأي والتعبير من أهم الحقوق الفكرية التي فطر الله عليها الإنسان، وتعد حقاً مكتسباً لأن الأصل في القول الجواز بشرط أن لا يتعدى القول حدود الشرع .. ومن أبواب حرية الرأي والتعبير هي حرية الانتقاد لأي شيء يمس المنتقد سواء كان هذا المس قريبا أو بعيدا بشرط أن لا يكون الغرض من هذا الانتقاد ارضاء الذات او التسقيط الشخصي .

وتعتبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة مواقع التواصل الإجتماعي البوابة التي يمكن لأي فرد من خلالها إبداء حريته في طرح أراءه التي يراها من باب قول الحق و دفع الظلم ومناقشتها مع المشتبه والمخالف لها في إطار الإحترام والمراعاة , و يجب ان لا تمنع هذه الحواجز من قول الحق والمجاهره به وعدم التردد في قول مايؤمن به الفرد من حق خوفاً او السكوت بغرض المجاملة خصوصا لمن يبدي رأيه دون ان يكون عبداً متأثراً برأي معبوده وفكره .

وهذا الأمر لا يحصل بتلك السهوله وبهذا اليسر , فلحرية الفكر وإبداء الرأي ثمن يدفعه صاحبه من قبل أصحاب النفوس الضعيفة المفلسين فكرياً أصحاب الحجج الواهية , ففاقد الشيء لا يعطيه , فعادةً ما يواجه صاحب الفكر والرأي المخالف لسائد ما جُبل عليه الناس , يواجه بالتجريح و التسقيط والشخصنة و عادة ما تتحول مناقشة المواضيع التي يطرحها إلى نقاشات شخصية سطحية الغرض منها تشتيت القارىء الصامت و حرف أصل الموضوع وجوهره عن جادته وغرضه هذا إن لم يصل إلى رمي صاحب الفكرة بأنه صاحب أجندات تيارية أوحزبية تقوده لقول هذا الرأي او ذاك !!

إن أسوأ شىء يقع فيه المناقش المخالف بأن يمنع الآخر من التعبير عن رأيه لمجرد الاختلاف معه. ينبغي عليك أن تمنحه الفرصة و الوقت ويجب عليك أن لا تهاجمه لمجرد أن كلامه لا يعجبك أو يخالف رايك ,عبر عن رأيك بأدب و إحترام و إترك للمستمع أو القارئ أن يقرر دون وصايه منك أو دفعه للتحيز ... دمتم بخير ودامت الحرية عامرة في نفوسكم.