ميزوا القطيف ... ولو بـ (إسم) جامعة في الصين

 

 

رسالة لكل مسؤول في بلدي، يستشعر المسؤولية الوطنية، ويهمه أمر المواطنين، ويريد أن ينأى بالبلد في النهاية، عن الفتن والمحن، ليضع الوطن والمواطنين، في أحضان وبين كفي، المحبة والأمن والأمان.

كما تعلم ونعلم جميعاً أيها المسؤول أياً كنت، فإن الفتن لا تخرج من فراغ ولا تأتي من حيث انعدام العلل والأسباب، بل تأتي بأسباب وعلل وتراكمات تتجمع عادة مع مرور الأيام، فلا تخدم في نهاية المطاف أحداً، سوى الخراب والدمار.

والقطيف مدينة تاريخية عريقة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، وقد سبقت الكثير مما حولها من مدن وحواضر إلى الحياة والوجود، وتستحق الكثير منا ومنكم. لكنها اليوم، مستاءة ومحبطة مما حل بها.

فالقطيف اليوم تغار من جاراتها، حين ترى تميزها وعزها ومجدها الذي عهدته منذ القدم وقد رحل ... ولم يبقى منه إلا ما هو غير قابل للرحيل مما هو أصيلٌ وثابتٌ وغير مستحدث من عز ومجد وتميز ينبع من تراثها وتربتها وخيراتها وخضرتها وكنوزها القابعة تحت الأرض وما هو مكتنز في قلوب وعقول أبنائها وشعبها، أما الجديد فنصيبها منه القليل.

تنظر القطيف للدمام والخبر والجبيل والظهران وهنا وهناك أيضاً في مختلف ربوع هذا الوطن الغالية ... فترى كل التميز وقد توزع هناك على بنات المنطقة الشرقية الأخر وعلى غيرهن من بنات المملكة، وهنا تبقى هي (القطيف التاريخية) منقوصة، وكأنها ابنة البطة السوداء، أو إحدى الهجر البسيطة، أو المنبوذة.

تريد القطيف جامعة لتتميز بها، فيمتنع ذلك عليها. وتريد مؤسسة أو منشأة واحدة صناعية أو علمية ضخمة أو متوسطة، فلا تنال هذا ولا ذاك. وتحلم بكورنيش واسع ضخم ومميز يميزها كما ميز الدمام جارتها كورنيشها، فتحرم منه أيضاً. وتتمنى مستشفى تخصصي أو أقلاً عام لكن مميز يميزها، فلا تحصل عليه، بل تحصل على القليل القليل، وأقل منه*. وهكذا، يستمر طابور الأماني والأحلام والأمنيات المؤودة، على أبواب الخيال.

وعندما تشاء الأقدار وقدرة القادر جل جلاله، أن يحل بجانبها مطار دولي مميز، هو المطار الواقع بجوار ضاحية القطيف وخلف قرية الأوجام وهي القرية القطيفية المعروفة، فتحلم فقط بمجرد تسميته باسمها ... يرحل الإسم بشكلٍ غريب عجيب لجارتها البعيدة عن المطار، مدينة الدمام، التي اعتدنا أن تحصل دائماً على الدلال.

وعند هذا كله، تنتفض القطيف وتبكي وتغار بقوة مما يجري، كما يغار بقية البشر الصغار والكبار والنساء والرجال. فتهب لتسأل الوطن العزيز على قلبها وقلوبنا جميعاً: لماذا هذا التهميش والحرمان وانتقاص القدر؟! أليست القطيف ابنة هذا الوطن؟! بل والأخت الكبرى لكل أو أقلاً معظم شقيقاتها مدن المنطقة الشرقية؟!!! فلماذا لا تستحق التمييز ككثيرٍ غيرها من مدن المملكة، التاريخية منها وغير التاريخية المستحدثة؟!.

وهنا لا يسعني وأنا ابن هذا الوطن المحب له رغم الشعور بالغبن، إلا أن أقول: "إن كنتم تحبون الوطن، فميزوا القطيف ولو بجامعة واحدة، أو مركز علمي ضخم ... أو أي شيء مميز وله قيمة حتى لو كان أبو الهول، أو حتى ولو بمسمى جامعة مميزة في الخرخير، أو حتى في الصين ... وكفى".

فهل نفعل، من أجل الوطن؟! .... والسلام.

وراجع هنا مقالة أخينا الأستاذ/ حسين رضي أبو السعود، التي صادف نشرها في هذه الأيام، وهي تحت عنوان: (ويسألونك عن الأراضي؟).