مسمار الشيعة!

 

وبعدين وياكم؟

ما قصتكم مع الشيعة حتى يظهر لنا بين فترة وأخرى أحمق من هنا وأخرق من هناك, فيتفنن الأول باستفزاز الشيعة ويتعمد الثاني الطعن في عقيدتهم؟

ما لكم والشيعة؟

لم كل هذا الخوف منهم؟

أأنتم في شك من أمركم؟

أم عندكم شيء تخفونه, فتحاولون جرهم إلى خلافات تلهونهم بها حتى لا ينكشف سركم؟

هذا سؤال مستحق, والإجابة عليه مستحقة حتى نفهم سر كل هذه الجهود الخارقة والمحاولات البائسة لإقصائهم وتجريحهم وتصغيرهم والنيل منهم؟

على هونكم يا جماعة, فالشيعة ليسوا نبتا ظهر هكذا فجأة على هذه الأرض, وهم ليسوا مسماراً دقه الاستعمار فوق جدار وطننا حتى نتداعى لاقتلاعه والتخلص منه.

الطائفة الشيعية كيان راسخ في هذا الوطن, لها فيه مثل ما لنا, وعليهم مثل ما علينا, لا ينقصون عنا شبرا ولا نزيد عليهم ذراعا.

لقد أثبت الشيعة على مر التاريخ ولاءهم للكويت ولأسرة الحكم, وعيب, ثم عيب, ثم عيب, وبعد كل ما قدموه من تضحيات جليلة ودماء زكية افتدوا بها هذه الأرض ومن عليها, أن يأتي جاهل أو متطرف فيطعن في ولائهم أو يجعل من طائفة بأكملها موضع شك واختبار طوال الوقت, نحن والشيعة سواء بسواء, ورأس برأس, وما نأخذه عليهم يأخذونه علينا, فإن حاولنا إحراجهم بأعمال إرهابية قام بها بعض أبنائهم في الثمانينات من القرن الماضي, أحرجونا بأعمال إرهابية ارتكبها بعض أبنائنا قبل سنوات.

وإن غمزنا من قناة امتثالهم لمرجعيات دينية في إيران والعراق, غمزوا لنا من قناة امتثالنا لمرجعيات دينية في السعودية ومصر. فكيف بعد كل هذا التطابق بين الحالتين, يكون لبعضنا الحق في التشكيك في ولائهم واللمز بانتمائهم للخارج, ولا يكون لبعضهم الحق في التشكيك في ولائنا واللمز في انتمائنا للخارج؟

قليل من الإنصاف لا يضر!

قد يكون الخوف مشروعا من أشقائنا الشيعة, في حال شهدنا منهم تحركا منظما ضدنا, أو سمعنا عن تهديداتهم باحتلال مساجدنا وتحويلها إلى مساجد شيعية أو حسينيات, وقد يكون الخوف مبررا, في حال نشط الشيعة في ترويج مذهبهم بين أبناء الطائفة السنية, ولكن هذا لم يحدث أبدا, ولم يتم رصده إطلاقا, فالشيعة ومنذ وجودهم الأول في هذه البلاد وهم شبه منكفئين على أنفسهم, ولم يظهروا لنا بغضا ولا عداء, فلم الإصرار على تخطئتهم واستفزازهم وتعمد ضربهم في صميم عقيدتهم؟

خلاصة القول:

بلدنا أجمل وأصغر وأرق من أن يحتمل استنزافه بمثل هذا التهييج الطائفي المقيت, ونحن كشعب, أهم وأقوى وأكبر من أن نستسلم للمخبولين والمتطرفين في كلا الجانبين. الدين لله والوطن للجميع, فكن سنيا أو كن شيعيا وأعبد ربك بالطريقة التي تشعرك أنك على صواب وعلى حق, فالضعيف وغير الواثق من إيمانه, هو من يتتبع عقيدة غيره, ويبحث فيها, وينهك نفسه بالتجسس لمعرفة تفسيرهم للروايات وما يقولون عنه وعن عقيدته, ثق بإيمانك, وافتخر بإسلامك, وامش كالطود شامخا, فحسابك عند ربك لا عند عبد أخرق!