عندما يرحل العطاء
في الاسابيع المنصرمه تلقى مجتمعنا صدمات قويه جداً بفقد أناس لهم وزنهم و ثقلهم الاجتماعي على كثير من الاصعده الاجتماعيه، الخيريه، الدينيه، ففي قريتي أم الحمام فقدنا ركنان عاملان في هذا المجتمع تتمثلان في فقد المؤمنه الفاضله أم أحمد بدر الشبيب حرم الأستاذ بدر الشبيب و الفقد الآخر يتمثل في فقد الاستاذ المهندس جاسم قو أحمد، وعلى صعيد القطيف فقدنا الملا عبدالرسول البصارى قد صنفتهم على صعيدين ليس لحصرهم و إنما للإيضاح مع العلم أن مشاريعهم الخيريه والتربويه و الدينيه أمتدت لتخدم المنطقه بشكل عام وليس بشكل خاص يخدم مجتمعهم الذي يحيط بهم .
المتأمل في نوعيه هذا الفقد يستطيع أن يستشعر بقوة وعظم هذا الفقد الجلل على المجتمع بأكلمه و يستطيع المتابع أن يستشعر ذلك من خلال تفاعل المجتمع في المشاركة الواسعه في تشيعهم ( رحمهم الله ) و التفاعل في الحضور لمجالس العزاء فالراحلون من أطيب العوائل حسباً ونسباً ولهم مكانتهم الاجتماعية و الذي كانوا بجداره يملئونها بعطاء منقطع النظير. فالتفاعل كان بحق يمثل ردة الفعل المساويه لعظم هذا الفقد والخساره.
لربما يكون المتابع ليست له علاقه مباشره مع هؤلاء الراحلون ولكن هو بالتأكيد له علاقة بنوعيه و كمية العطاء الذي قدموه من خلال مشاريع خيريه أو دروس و مواعظ بثوها للناس وعملوا جاهدين لكي تثري هذا المجتمع في كثير من النواحي، فهم لم يبخلوا بوقتهم ولا جهدهم و لا مالهم في سبيل إثراء المجتمع و إن التشيع والتأبين الذي نالوه لهو بالفعل المصادق الامثل للايه الكريمه (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ) فكان هذا التشيع المهيب لسان صدق لهم في الدنيا و أعمالهم و ترحم المجتمع عليهم سيكون لسان الصدق قي الاخره لما عملوا وقدموا.
عندما يرحل العطاء .... يكون الوفاء
رحل هؤلاء المعطائون إلى باريهم ليكرمهم بما قدموا من خير جزيل في مجتمعاتهم و لكي تكون نهاية لوجودهم كأجساد و أشخاص و لكن هي بدايه لمرحله إستكمال لما بدءوه من خلال كل فرد ممن أثر فيه هدا العطاء و أثرت فيه سيره هؤلاء الفاعلون للخير و المحبون للمجتمعات، فلا ندع هذا الفقد يكون للحزن و التأسي ولكن نجعله عنوان لبدايه إكمال المسير على خطاهم و التعلم من دروسهم و أعمالهم و أن نكمل مسيرة عطائهم وهنا يكمن أجل الوفاء لهم.
رحم الله من يقراء الفاتحه لإرواحهم و أرواح المؤمنين و المؤمنات