علماء الدرهم والدينار

 

بعد بيان وزارة الداخلية حول الـ (23) مطلوباً يحث علماء البلاط المطلوبين بتسليم أنفسهم وتحكيم العقل, وفي سياق هذا المقال نرد على بعض التراهات, يقول عمدة جزيرة تاروت:(أن هؤلاء الخارجين عن النظام هم قلة محدودة لا يمثلون أهالي المنطقة الشرفاء ), إن كانوا هؤلاء المؤمنين الخائفين من الله الذين لاتهمهم أموال الحياة الدنيا وزخارفها الذين تتهمونهم وهم براء من ذاك النسب، وتنزعون منهم ثياب الشرف، وتقولون أنهم لا يمثلون أهالي المنطقة الشرفاء، إذاً من الذي يمثل أهالي المنطقة شرفاً ووجاهة؟! هل هم عبيد الدينار والدرهم الذين يسبحون في وحل السلطان الظالم ويسترزقون منه؟! أم الذين يدافعون عن الحق ولا يقبلون الظلم؟!

يقول أيضاً : ( إن الدولة والمسؤولين يولون القطيف اهتماما كبيرا ولله الحمد ) لله الحمد نعم يولونها اهتماماً كبيراً بطلقات الرصاص, وإراقة الدماء, وتضييق الخناق عليهم بنقاط التفتيش المنصوبة لهم في كل شبر وزاوية, حتى طالت أيديهم الأمور الشخصية، وإن نعد نعم الدولة لن نحصيها!!

وفي مشهد آخر حث قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحافظة القطيف المطلوبين على تسليم أنفسهم قائلاً : ( أن الدولة منصفة لا تظلم ولا تقر الظلم ), منصفة ؟!, هذا الإنصاف المدعى يتضح لنا في الاعتقالات التي دامت بعضها أكثر من ( 16 سنة ) بغير جرم ولا جناية, ثم تعيد السيناريو المسرحي بمطالبتها بـ (23) شخصاً لا ذنب لهم ولا قضية.

يواصل حديثه بـ :( أن الدولة حفظها الله، حريصة على أمن وراحة المواطنين في جميع أنحاء المملكة ), بالفعل حريصة على أمننا وراحتنا ونحن في أي لحظة وأي وقت نسمع طلقات الرصاص في الشوارع, والمروحيات تحلق فوق رؤوسنا, وحرمة البيوت تهتك!, حتى بتنا لا نأمن على أنفسنا وبناتنا بسببهم وأنتم تنسبون لهم الحرص على الأمن والاستقرار.

ثم يقول القاضي المخلص لأبناء مجتمعه : ( وأن الدولة تعتبر جميع مواطنيها هم أبناؤها، فإن عاقبتهم أو قست عليهم فهو لمصلحة الوطن أولا ثم لمصلحتهم (, وكذلك ذكر آخر:(القيادة الرشيدة عودت أبناءها من خلال التواصل معهم بمد أيادي الرحمة والشفقة للمواطنين(  إذا كنا أبناءها كما تزعمون أفهكذا يُتعامل مع الأبناء؟!, يكرمون المجرم ويعاقبون البريء, وما هذه المصلحة المشينة في اعتقال المواطنين المسالمين وتعذيبهم حتى الموت والإهانة والضرب بكل الأنواع والوسائل والشتم البذيء, حقاً هي الرحمة والشفقة الكبيرة ! .

ومما قاله صاحب العمامة السوداء  : (أنا على يقين من أن الأسماء الواردة في البيان لا خوف عليهم فهم إن شاء الله تعالى في أيادٍ أبوية مفعمة بكل معاني العطف والحنان ), بل في أيادٍ وحشية لا رحمة عندها ولا شفقة, فأي عطف وحنان تتحدث عنه, ألم تدرك أن الذي يخالفهم يمنعونه من حقوقه والذي معهم يغرقونه بالأموال والكنوز ؟!
نحن لا نريد ولن نأخذ بهذا الكلام الذي تصدحون به, وكفى بالقرآن حكما : ) اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّه ), نحن نريد علماء منصفين يدافعون عن الحق وينكرون الباطل وإن كان قول الحق يعرضهم للخطر كما قال صلى الله عليه وآله : ( أفضل الجهاد كلمة حقّ عند سلطان جائر ) .