الشيخ علي المرهون معشوق حار فيه عشاقه

شبكة أم الحمام عبدالله سلمان الموسى

 

بين الشيخ علي المرهون، ومجتمعه أواصر من الألفة والمحبة، عكستها علاقته المتوازنة والمتسامحة طيلة عمره الشريف. فله معهم، ولهم معه مواقف من الحب المتبادل، فلا غرو أن كان يوم رحيله يوماً من أيام القطيف المشهودة أعادت عبر سيلها البشري الهادر بعضاً من قصة المعشوق الذي حار فيه عشاقه، فما يكادون يمسكون بطرف من ود، إلا وبادلهم بأحسن منها من آيات التحية والسلام. هكذا وهو بينهم ومعهم، وبمثلها عند الرحيل، وما بعد الرحيل.

فعشقهُ الفقراء..

لأنهم وجدو فيه الرجل المُساعد لهم في صِراعهم مع الفقر الذي لم يجعل العزيز عند أهله عزيزاً، ولم يكن لليتيم معيناً.

وعشقه المؤمنون..

لأنهم وجدوا في شخصه الرجل الورع الذي يمثل التواضع والأخلاق الحسنه، مستقبلاً زائريه بابتسامة، وحفاوة، ومتفقداً لجيرانه فيزورهم ويسأل عن صحتهم، ووضعهم المادي فرأوا فيه الاستعداد لبذلِ المالِ لهم حتى لو كانَ من ماله الخاص، إن كانوا من المحتاجين.

وعشقه الشباب..

لأنهم وجدو فيه الأب الحنون، الذي دائماً يتفقد أحوالهم، ويحثهم على المثابرة في الدراسة، والالتزام بالتقوى، وحسن السيرة، وطاعة الوالدين متخذاً من المسجد، والمنبر الحُسيني وسيلة لوعظ الناس وإرشادهم بالتي هي أحسن.

وعشقه طلاب العلم الحوزوي

لأنه  كان لهم السند القوي في مساعدتهم ماديا، ومدهم بالعون الروحي والمعنوي، حاثاً إياهم بالمحافظة على الاجتهاد في تحصيل الدروس والمذاكرة في الحوزة العلمية، فتراه  دائم التواجد بين الطلاب سواءً في المدرسة حيثُ سكن الطلاب، أو التواجد في بيته الكائن في النجف أو في القطيف. وفي هذه اللقاءات كان يطرح الأسئلة على الطلاب والقصدُ من ذلك تنشيط الذاكرة وزيادة الفهم للمسائل الفقهية التي هي محلَ للبتلاء والمثيرةِ للجدل وغيرها من المسائل التي كانت تخصُ طلاب العلم.

كما وكان رحمهُ الله يحث الطلاب على امتهان الخطابة المنبرية، وذلك بعقدِ مجلس في بيته بالنجف الاشرف، وجعله خاصا لتعليم الطلاب على الخطابة، والتدريب على الالقاء واختيار المواضيع المهمة والقصائد المناسبة.

فرحم الله الفقيد ( أبو فرج )، لقد كان أبا رحيماً ،وقدوة ومثلا يحتذى به، ونبراس خير ومحبة لمجتمعه.