الحبيب إلى الطلبة المغتربين: المجتمع ينظر إليكم لأنكم رجال المستقبل

شبكة أم الحمام
الحبيب إلى الطلبة المغتربين: المجتمع ينظر إليكم لأنكم رجال المستقبل
الحبيب إلى الطلبة المغتربين: المجتمع ينظر إليكم لأنكم رجال المستقبل

 

وجه سماحة الشيخ محمد حسن الحبيب(دامت بركاته) كلمة إلى الطلبة المغتربين في مدينة فانكوفر الكندية و ذلك خلال الاحتفال الذي أحياه الطلبة المغتربين بمناسبة ميلاد الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام).

و  ابتدأ الحبيب كلمته بتحية المغتربين قائلاً "السلام عليكم ايها الاخوة المؤمنون يامن ينتظركم المجتمع لأنكم انتم البناة الحقيقون للمستقبل القريب، السلام عليكم ايها الأخوة يامن تغربتم لطلب العلم و العلى و رحمة الله وبركاته"، و افتتح سماحته حديثه برواية الخصال الأربع[1] للإمام الحسن المجتبى، مبيناً أن الإمام الحسن(عليه السلام) "موسوعة في بناء الحياة و بناء الإنسان، و موسوعة في بناء الحياة بالطريقة التي أرادها الله سبحانه"، منوهاً إلى أن "صلح الإمام كانت قضية محورية و هامة في تاريخ الإمام الحسن"، مردفاً أن الإمام أراد ان يبني الإنسان أولاً، و أن المشكلة التي واجهته (عليه السلام) كانت في قضية معاوية و الصلح؛ أن القضية الأساس كانت تكمن في إنسان ذاك الزمان الذي باع دينه بدنياه و بدريهمات قليلة.

و أضاف سماحته "بناء الإنسان اولا هي الركيزة الاساس في بناء الأمم و ارتقاء المجتمعات"، ثم وجه كلامه للمغتربين قائلاً "انتم تعيشون في دار الغربة، و تشعرون بالتفوق العلمي و النواحي العديدة: السياسيات، الحريات، التقدم العلمي في الغرب! اين السر يكمن؟! السر يكمن في أن أولائك بنو إنسانهم بالطريقة التي تنمي بلدهم و حضارتهم، بناء الإنسان أولاً هو الذي يأخذ بالأمة و الحضارة إلى أعلى عليين"، مبيناً الجهود التي بذلها النبي(صلى الله عليه و آله) لكي يحول المجتمع البدوي المتوحش إلى مجتمع مدني حضاري.

و التشكيك في قدرة العقول الإسلامية قال سماحته "إحدى الإشكالات التي نعاني منها أننا لا نثق في عقولنا و نشكك في قدراتنا العقلية، بينما الصحيح هو أننا لابد أن نعود إلى عقولنا و نعود إلى ذلك النور لكي نعود إلى السباق الحضاري الذي كنا متقدمين فيه".

و ذكر سماحته المغتربين بالمسؤوليات التي على أعناقهم حيث قال "انتم يا من ذهبتم لكي تتعلموا، المجتمع ينظر إليكم، لأنكم رجال المستقبل، و لكن انتبهوا جيدا، فإن المجتمع لا يبحث عن أشخاص ذوي تخصص و (حرامي)، إنما يبحث عن رجال يجمعون بين أمرين ثقافة عامة و تخصص، لذلك خذ من كل شيء (شيء)، لابد أن تعودوا و انتم أرقى من الناحية الثقافية"، مشدداً على ضرورة الثقافة العامة للمغترب و أن لا يحصر ثقافته بتخصصه العلمي .

 كما حذر سماحته من الغرور و ضرورة التحلي بحسن الخلق، منبهاً إلى أن الإنسان الذي يعيش أمام التحديات هو الذي تصنع عنده الإرادة قوية

و تأتي كلمة الشيخ الحبيب ضمن نشاطات الطلبة المغتربين من أبناء البلاد و التي دأبوا فيها إلى التجمع في مناسبات أهل البيت(عليهم السلام) و إحياء المناسبات الدينية و الأذكار العبادية و خلق الأجواء الروحانية في بلاد الغربة و السعي لمساعدة بعضهم البعض لتخطي المشكلات التي يواجهونها في بلاد الغربة.

[1] عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال: دخلت على أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو يجود بنفسه لمّا ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك، فقال لي: أتجزع؟ فقلت: كيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه، فقال صلوات الله عليه: ألا اُعلّمك خصالا أربع إن أنت حفظتهنّ نلت بهنّ النجاة، وإن أنت ضيّعتهنّ فاتك الداران: يا بني لا غنًى أكبر من العقل، ولا فقر مثل الجهل، ولا وحشة أشدّ من العجب، ولا عيش ألذّ من حسن الخلق