القطيف بوابة الإبداع
قررت اليوم أن لا أكتب مقالة فلسفية كعادتي بل سأكتب مقالا فيه ملوحة الشجن والوفاء عن جائزة القطيف, ما يحدوني للكتابة في هذا المقال هو النقاش الدائر في الأوساط الاجتماعية, إن السؤال الطبيعي لماذا لم تكن هناك جائزة إبداع من قبل؟
قد انقلب إلى نقيضه لدى البعض فأصبح ماذا تعني الجائزة؟ ما معنى أن تنشأ جائزة إبداع؟ما لمغزى من أن تحمل هذه الجائزة لمبدعي القطيف؟ ما لعبرة من أن تقتصر الجائزة على فئة مبدعة؟ إنه صوت القطيف صوت الأصالة والإبداع.
كيف أكتب عن القطيف وعن ماذا أكتب؟ سحر القطيف تعدى اللوز والتين بمراحل فالقطيف مدينة ملونة حتى حرارة شمسها تبثك الدفء والأمان, القطيف شيخة المدن بل هي كل المدن العربية, أنت يا قطيف رائعة وهذا سر جمالك تسكينني أكثر من إنني أسكنك يوما, شكرا لك لأنك جعلتيني أكتبك بإحساسي, فأنت من تمنح نجاحاتنا وتجعلنا ننظر لقطيفنا بنظرة أكثر وعيا وعمقا, ليعذرني القارئ فأكثر ما يزعجني هو خجلي في الإطراء والمدح, الذي أبتعد عنه تماما عندما استكين لوحدي وبياض أوراقي التي تمتص أي إحساس طارئ, فمع أوراقي أمارس مشاكسة بعض القراء بعشقي للقطيف.
وهنا أقول القطيف خضراء خصبة منتجة مبدعة وحتما ستنجب مبدعين, ويا سماء أمطري و يا نجوم حلقي فا القطيف اليوم تزف كوكبة من نجومها بعلومها وأدبها وفنها, إنه فخري وحقي أن احتفل وافخر بهكذا مبدعين بطريقتي وبقلمي , والكل يدرك نزاهة قلمي حيث إني أرفض أن أتحول إلى قلم مأجور. من حق القطيف أن تفخر بفرسان الجائزة التي تهدف لتنمية روح الإبداع العلمي والابتكار, حيث ارتأت اللجنة المشرفة على الجائزة أن تبدأ بنهج حضاري يقضي بتكريم وتقليد المبدعين ولاقت هذه الفكرة وباكورة التكريم ترحيبا وإقبالا كوسام رفيع على صدر القطيف.
هذه الجائزة خير شاهد على التحفيز وتشجيع تلك الكوكبة المبدعة, ويعتبر هذا المسلك فرصة ثمينة لكل فارس ليكون منتجا ومبدعا, يحترم ذاته وينعم بما تكفله له أرضنا من مميزات,اعتبر تلك الجائزة بسمة على ثغر القطيف وقد تساعد على خلق التكامل بين الجهود الفردية والجماعية, وحقا كانت النتيجة مبهجة وليست صدفة أن يحصلوا الفرسان على تلك الجائزة.
علينا أن نشعر بالفخر حتى إن لم نفوز بها, ولا زال الأمل بداخلي يشدني لأبارك أكبر عدد من فرسان القطيف إناث وذكور, لا أريد أن أطيل فأنا في لهفة لبداية الجائزة الأولى من ولادتها الأولى, مهما كتبت فلن أعطيه حقه ولا يجوز لأحد أن يمس هذا التكريم أو ينتقده, فتكريم المبدعين أمر ليس بالصعب لمن تعمق بإحساسه في إبراز نجاحه وإبداعه.
يوم الجمعة ما أحلى جمعتنا سادت شوارع القطيف هالة من الفخر والاعتزاز بجائزة الإبداع وهذه الجائزة مصدر فخر وتتويج لكل قطيفي وقطيفية كانت ليلة التتويج أظهرتها في كلام واحد, إن مبدعي القطيف ونجومها تستطع في سماءها وترفض تلك الطيور القطيفية أن تكون في أقفاصها, أراهم في تلك الأمسية مجتمعين تحت قبة الإبداع يؤكدون إيماننا بالثقافة الإبداعية والدور العظيم ويدلون على معنى الوفاء, وبكل صدق أرى في شبابنا وشاباتنا امتداد لأرضنا المثمرة الخصبة.
دخلت القاعة وقد كانت لي غبطة أن أكون ضيفة, وإذا برائحة الفوز تتصاعد من مبخرة إبداعات الفرسان, وعطر التألق والفخر يملأ القاعة الملكية حيث إن النجاح والتفوق والإبداع حين يلمع ويتبلور ارتقاء في أعماق النفس يخرج إنجازا راقيا, و كان احتفالا بهيجا ورائعا قل نظيره, ولقد غصت القاعة بعدد كبير من الحضور احتفالا بتوزيع الجوائز وكم كانت اللجنة نزيهة, هذه سمة المجتمعات الراقية التي أعادت المبدعين إلى دائرة الضوء واعترفت بالإبداع, يا لها من لحظة تتوالى أسماء الفرسان على منصة التتويج وتبتسم وجوه الحضور, لقد اتسم التكريم بأنه وردي جاء متميز أضاف الحفل لمسة إبداعية جديدة في مضمار الاحتفاء برموزنا الرائعة.
من الرائع في الجائزة هو الإحساس الذي يصل لقلب المبدع بأن هناك من يتابع تجربته ويحرص على رصدها, ويضعها في الخانة التي يستحقها ليسلط الضوء على قدرات المبدع, وما يمتلكه من إحساس فيها أساليب ورؤى إبداعية متعددة, إنه من الرائع أن نعثر على من يقدر هذا الاعتناء لنشكره, ليستعيد المبدع الثقة في دربه الإبداعي ويصر على الإلتصاق به أكثر, هذا هو الإنتماء الذي يأسرني في هذا العالم وأحب تفاصيله.
نحن العرب نفتقد إلى الإثارة وإلى التحفيز على متابعة الأنشطة والإبداع, وحتى لا تكون حياتنا مجللة بالستائر السوداء ندعو فرسان القطيف للاستمرار في الإبداع,
علينا أن نكون مبدعين دون ستائر سوداء على أرضنا, الغير في حالة تعطش دائم إلى نجاحاتنا وقناعاتنا ولدينا كنز ثمين, وهذه الجائزة إنصاف ونزاهة ووضوح حقيقي سأعتبره فرحا بطوليا, ومن حق القطيف أن تفتخر بكم يا فرسان القطيف ولتعيش أنت أيها الوطن, سنعمل نحن ياقطيف على عبور حاجز الزمن ونجعل مجتمعنا مجتمع مبدع ومنتج, حيث إن عقولنا ليست فارغة بل تمتلك الكثير من القدرات, ونعد القطيف بتقديم المزيد من النجاح خدمة لقطيف العطاء.
استمرار العمل والعطاء كل في مضماره مشروع عمل من اجل محاكاة العقول المتذوقة للإبداع, رغم إن هناك ضريبة يدفعها المبدع من إيداع وقته وعمره, علينا أن نكون أكثر شفافية ووضوحا وإعطاء الإبداع الحقيقي حقه ووزنه النوعي.
لقد تم مهرجان الجائزة النزيه وما إن انتهى حتى بدأت اللجنة المشرفة على الجائزة في الإعداد والتحضير لنجاح المهرجان القادم ليخرج إنجازات في إنخطاف لحظة من فكر الإنسان وينثر الجمال والكمال الفكري, فيا أصحاب العقول المفكرة المبدعة لن نفترق و لنعيد سمات الكون ونسقط أوراق الخريف, لنحظى بشرف خدمة القطيف, لنفعل أشياء أفضل لترويض فكرة التكريم حتى تبدأ الحكاية والفكرة من أولها , أيها الفرسان أدعوكم باعتقال أو بقتل لحظات الإحباط والخمول ألا يكفي أنتم على ارض القطيف فهناك من يتلذذ بإقصائنا وتهميشنا وما دمتم هنا على أرضكم فسيكون هناك إبداع وتفوق ونجاح.
لفته إنسانية حضارية رائعة وبادرة إيجابية من الأخ السيد سعيد الخباز سيكون صداها في نفوس الموهوبين شكرا لك ولجهودك, شكرا لمن عملوا بصمت رغم صوت الجائزة الناطق الحافزة بهكذا نجاحات وإبداعات.