المسرح وآفاق المستقبل

شبكة أم الحمام
الدكتور عمرو دوارة ومدير الندوة الناقد عباس الحايك
الدكتور عمرو دوارة ومدير الندوة الناقد عباس الحايك

 

في الندوة التي عقدتها الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع الدمام ونظمتها لجنة المسرح مساء أول من أمس على مسرح الجمعية والتي جاءت تحت عنوان : المسرح وآفاق المستقبل , يأتي تنفيذ هذه الندوة في إطار العمل الرامي إلى نشر الثقافة المسرحية وفنونها ومستقبل الحركة المسرحية في الوطن العربي .

في جلسة أدارها الناقد والمؤلف المسرحي / عباس الحايك وتحدث فيها الدكتور عمرو دوارة الذي حمل شهادة الدكتوراه في فلسفة الفنون ( الإخراج المسرحي بين مسارح الهواة والمحترفين ). وبعد الافتتاحية التي أخرج فيها الأستاذ عباس الحايك امتداد سيرة الدكتور الحافلة بالإنجاز والعمل الفني وتوقف فيها عند أهم أعماله الثقافية في المسرح مؤكداً أن الهدف من الندوات المسرحية هو تجميع المسرحيين بغية  التحاور الفني والاستفادة من خبرات الآخرين              
حيث شهدت الندوة حضور نخبة من نجوم الوسط الفني من الفنانين والمخرجين والممثلين والمثقفين منهم : سناء يونس , سعاد الغانم , زاره البلوشي , جعفر الغريب , محمد العجمي , عبد الباقي البخيث , عبدالله الجفال , جعفر الغريب والأستاذ عيد الناصر مكثفة بحضور العديد من أعضاء الجمعية

عبر الدكتور عن سعادته بزيارته الأولى للمملكة العربية السعودية والتي وافقت مهرجان صيف أرامكو الثقافي كما أبدى سعادته بمشاركته في لجنة تحكيم مسابقة مسرح الطفل التي جاءت ضمن فعاليات المهرجان , بعدها وقف الدكتور متناولاً موضوع المسرح وأكد من خلاله العوامل المساعدة والعوامل الرئيسية والتكوين الفني والجمالي بالعرض المسرحي مسلطاً الضوء على العديد من القضايا المسرحية التي كانت ولا زالت ملحوظة في المجتمع المسرحي .
وتابع الدكتور حديثه في الندوة إلى أننا نفتقر إلى المجتمعات والفرق والجماعات المسرحية الإبداعية التي تساهم في تنشيط الحركة المسرحية .

وكانت أهم أوراقه في الندوة تتحدث عن المسرح القومي ذاكراً أن المسرح القومي ليس مجرد مسرح إنما هو تاريخ المسرح المصري وصرح ثقافي مسرحي له مكانته في مصر والعالم العربي حيث شهدت خشبته أضخم الأعمال المسرحية في تاريخ المسرح على الصعيد العربي ليصبح الشاهد على أبرز وأزهى عصور الفن والثقافة في مصر على مدى قرن ونصف القرن .

 

ثم تطرق إلى أن المتعة في العمل المسرحي تأتي من باب البحث عن العناصر الجمالية واكتشاف السبيل إليها قائلاً : إن الإبداع الحقيقي في المسرح هو الذي يعطيك الفرحة والمتعة لأن المسرح في أساسه فن إمتاعي والممثل الهاوي أو العاشق هو من يستطيع أن يضيف للعمل المسرحي بعداً جمالياً لا يتوفّر إلاّ فيه ولا يتحقّق إلاّ به.

وذكر الدكتور إن كل أنواع المهارات عند الممثل والتي تنتج نوعاً من الخبرة الجمالية المشبعة من وجهة نظر الفنان ما هي إلاّ تعبير عن الخبرات الوجدانية الخاصة بالفنان وتوصيلها للآخرين ؛ والممثل الناجح أو العاشق للمسرح هو ذلك الممثل الذي يهب نفسه ووقته كلياً  للمسرح عبر الأخذ والعطاء في الرأي والمشورة والاستفادة من خبرة الآخرين .
كما أشار إلى أن اللغة المسرحية لابُد أن تكون لغة ذات جماليات , مؤكداً في حديثه على أن المسرح مازال جماله يتحقق من خلال العلاقة المباشرة , اللحظية وهي- العلاقة المطلوبة - بين الممثل والمتفرج وحركة الأول على الخشبة .

ثم سلط الضوء على أن ما ينقصنا هو التنظير وتطويع الأعمال المسرحية للإمكانيات لاسيما في هذا النوع من أنواع المسرح وهو المسرح الفقير في عناصره المادية أو الملموسة مثل الموسيقى والأزياء والديكورات الفنية والمؤثرات والغني بعناصره البشرية .

وعلى هامش الندوة أشار الدكتور إلى عدد من الكتب التي تناولت المسرح منها ( المهرجانات المسرحية بين الواقع والطموحات ) ( مسارح ألأطفال ) ( المهرجان التاسع للمسرح العربي ) ( دور المخرج بين مسارح الهواة والمحترفين )

ثم اتسمت الندوة بفتح باب المداخلات والتساؤلات المتنوعة  التي وجهت للدكتور من قبل عدد من الفنانين والمهتمين والمثقفين من أجل تعميق لغة الحوار بين المسرحيين .

و طالب المسرحيون بتعزيز التواصل من خلال عمل ورش فنية و نقدية والتركيز على أهمية الندوات المسرحية وضرورة وجود هكذا نوع من الأنشطة لتطوير قدرات وإمكانيات الممثل والمخرج على حد سواء التي تصل بالممثل والمخرج والهاوي إلى تربية مسرحية هادفة.