هل انخسف القمر ليلة الثالث عشر


تلقيت كثيرا من الأستفسارات ، بواسطة الأتصال المباشر أو الرسائل النصية ، ومواقع وبرامج التواصل ، عن كيفية حدوث خسوف القمر ليلة الثالث عشر من الشهر ، وقد جرت العادة بحدوث الخسوف ليلة الرابع عشر ، وأظن أن الزملاء في جمعية الفلك بالقطيف ، قد نالهم من ذلك شيء.

لفت نظري أن المنكرين كانوا من مختلف الشرائح بمافيها طلبة العلوم الشرعية.

وأخال أن حصول الخسوف ليلة ذكرى مولد سيد الوصيين وإمام الموحدين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام ، كان له أثر في زيادة الحديث والجدل الذي دار حوله.

وعليه ، أحببت أن أدلو بما لدي في هذا الجانب ، وعليه فأقول :
أولا : الشهر القمري ، له عدة أنواع ومسميات ، أشهرها هو الشهر الشرعي الذي يثبت باكمال عدة ماقبله 30 يوما أو رؤية هلاله بالطرق المعتبرة شرعا ، وهو الذي تقوم عليه العبادات كالصوم والفطر والحج والنذور ، وإحياء مناسبات أهل البيت ، وهو اما 29 أو 30 يوما ، ويبدء من المغرب.


ثانيا : الشهر النجمي ، وهو الفترة الذي يستغرقها القمر للدوران حول الأرض ، وحول محوره في نفس الوقت ، وذلك انطلاقا من نجم معين حتى يعود لذات النجم ومدته 27.3 يوما في المتوسط ، ففي ليلة الخسوف المذكور ، كانت منزلة القمر هي الشولة ببرج العقرب ، وحتى يعود لها مرة أخرى فيحتاج القمر تلك المدة.

ثالثا : الشهر الأقتراني ، وهو مايدور حوله الحديث ، وهو الناتج عن سير القمر وعلاقته بالأرض والشمس حقيقة ، وهو الذي تكون مرتبطه به حوادث الخسوف والكسوف ، والإحتجابات ، وهو شهر حقيقي طبيعي ، يبدء من لحظة اقتران مركزي الشمس والقمر ، بمعنى وجود مركزيهما على خط طول سماوي واحد ، وهو مايعرف بالمحاق أو ولادة الهلال ، وهي لحظة كونية واحدة عند الحساب من مركز الأرض ، ومدته في المتوسط مابين اقتران للإقتران التالي 29.5 يوما  في المتوسط ، ويبدء في أي لحظة من اليوم.

متى يحصل الخسوف؟؟
يحصل الخسوف كما هو معلوم ، حين تتوسط الأرض بين الشمس والقمر ، فتحجب ضوء الشمس عن القمر ، وهذا لايحصل الا في منتصف الشهر.

أي شهر من هذه الأشهر؟
يحصل ذلك في وسط الشهر الأقتراني الطبيعي ، وهو ممكن حصوله حتى لو خلت الأرض من بشر ، فضلا عن عن مسلمين يترقبون الهلال شرعا في كل شهر من أجل عباداتهم ، والفلكيون باستطاعتهم حساب خسوف لأقمار أو كسوف للشمس على كواكب أخرى لاحياة فيها كالمشتري مثلا ، بناء على السير الطبيعي الكوني لتلك الأقمار في تلك الكواكب.

متى حصل خسوف رجب؟
بالرجوع لأجتماع الشمس والقمر في نهاية شهر جمادى الآخرة ، وهو مايقصده الفلكيون بالأقتران ، وحصل وقت كسوف شمس منتصف الليل في العروض الشمالية للكرة الأرضية ، والذي حدث في اول يونيو وكان الأقتران عند الساعه 12:03 بعد منتصف الليل في 2 يونية ، وعند ذروة  الخسوف في الساعه 11:13 ، كان  القمر قد بلغ المنتصف في عمره الطبيعي خلال هذا الشهر وكان   13 يوما و23 ساعه تقريبا ، بمعنى 14 يوما تقريبا .

في سنة 1429 ، حصل خسوف للقمر ، ليلة النصف من شعبان ، أي ليلة 15 من الشهر ، وكان ذلك على مايبدو مقبولا لأن ثمة حديث عن العوام بامكان حدوثه ليلة الخامس عشر ، لكن في سنة 1426 ، وفي شهر رمضان ، حصل خسوف ليلة 13 ، وقت الفجر ، بحيث صلينا الخسوف بعد صلاة الفجر مباشره ، وغاب القمر من أفق القطيف مخسوفا.

ترافق الخسوف مع الكسوف
من الأستفسارات التي وصلتني وليست بكثافة ، هي قولي بترافق كل خسوف مع كسوف يسبقه أو يعقبه ، ولكن ليس مثل مافهم السائل بأن كسوف الشمس يحدث في اليوم التالي مباشره ، لأنه كما يحدث الخسوف وقت الإبدار في وسط الشهر ، يحدث كسوف الشمي في الإسرار آخر الشهر القمري ، ونعم يترافق مع هذا الخسوف كسوفان ، حصل أحدهما آخر جمادى الآخره ، والثاني آخر رجب ويشاهد في القارة القطبيه الجنوبيه.
هذا والله من وراء القصد.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
فاطمة
[ القطيف - القطيف - أم الحمام ]: 19 / 6 / 2011م - 7:22 م
نشكر لك أستاذنا الفاضل هذا الإيضاح المفصل على تساؤل تبادر إلى أذهاننا فلم نعرف من يجيبنا عليه.جزاك الله خيراً
باحث فلكي