هل من ناصر للمرأة البحرينية ...؟؟

 

على وقع الحراك السياسي للشعب البحريني المطالب بحقوقه المشروعة، وما آلت إليه الأحداث حتى أصبحت البحرين على أعتاب واقع مرير من إستحكام  القبضة الطائفية وممارسة القمع حماية لنظام الحكم القائم للتعتيم على ممارسات أشخاص الحكّام التي تتعرض للنقد ، عبر الضرب بيد من حديد على جسم المعارضة التي تهدف للإصلاح والتغيير، وما وقع على المواطنين البحرينيين تحت غطاء الأمن الإقليمي الخليجي، وما تعرضوا له من  جرائم ضد الإنسانية ودون أدنى وازع من ضمير أو احتكام إلى قانون لم تكن المرأة البحرينية بمعزل عنه.

   لا مناص من أن تاريخ المرأة البحرينية  حافل بحركتها ونضالها الحقوقي وما حققته من مكتسبات وإنجازات، كل ذلك  لم يأت هباءا أو مكرمة من أحد ، بل جاء نتيجة لكفاحها في سبيل تحقيق كيانها ووجودها منذ القدم ،  لقد إحتلت المرأة البحرينية مكانة خاصة مقارنة بالدول المجاورة من حيث الانفتاح الاجتماعي والانفتاح على الوظائف والمهن المختلفة وشاركت الرجل في كل مناحي الحياة، ووضعت خطواتها على طريق المشاركة السياسية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في سبيل التنمية الشاملة في الوطن .

   وإن قبول المجتمع البحريني لوجود المرأة واحترامه لها  جنباً إلى جنب مع الرجل شكل قاعدة قوية لدفع المرأة لمزيد من المشاركة والمطالبة بالحقوق نحو العدالة الاجتماعية والمساواة وتحقيق الديمقراطية.                    .

   فلم يقتصر نشاط المرأة وحراكها السياسي في مختلف النوادي و المناشط الفكرية والثقافية والإجتماعية  فقط .  بل رأين من خلال الأحداث التي بدأت في 14 شباط ، كيف أثبتن النسوة في البحرين شجاعتهن وجرأتهن في ساحة النضال، وكيف عبّرن عن إرادتهن في المقاومة ورفض الظلم مستمدين قوتهّن:
أولاً: من ثقتهن بالله وإيمانهن بحقوقهّن ومبادئهّن
وثانيا: بوطنيتهن العظيمة
وهاهنّ اليوم يضربن أروع الأمثلة في البطولة والصمود والتحدي أمام قوى الظلم التي تقوم بإعتقالهن وضربهن وتعذيبهن من دون مراعاة لجنسهن، وكيف تستخدم أبشع الوسائل لقمعهن والمساس بكرامتهن  ومع كل ما يتعرضن له يبقين صامدات .

لقد رسمت المرأة البحرينية اليوم صورة من أجمل الصور التي إكتسبتها لتضيفها إلى ألبوم تجربتها في مشوار النهضة النسوية  التي عرفت منذ خمسينات القرن الماضي ، وهاهي تجسّد  دورها الصعب لتقدم لنا لوحة في الصبر والعطاء والتضحية ، وما أجملها من  تضحية تلك التي تدفع بالمرأة لأن تكون أم وأخت وزوجة وبنت للشهيد " وما أكرم الشهداء عند الله "،  فهي أكثر ألماً وأشد معاناة تحمل في خصوصيتها مدى النضج والوعي الوطني في المجتمع البحريني حيث تشارك المرأة بدورها النضالي إلى جانب الرجل في مقاومة التنكيل والاستبداد والعنف.

    لا شك أن المرأة البحرينية اليوم تعيش رحلة نضال وتدفع ثمن مشاركتها السياسية لتحمل ملفا للتحدي يجمع بين طياته معاناة من أشد المعاناة تجعلها تحترق في أتون هذا الواقع، مما تتعرض له من ممارسات وحشية وانتهاكات إنسانية، ترفضها الأخلاق ويدينها العرف والعقل  "  فإعتقال النساء في البحرين جريمة إنسانية مدانة بكل المواثيق الدولية  وعار سياسي لا يغتفر " .

  وعلى الرغم  من قلة المصادر التي وثقت أعداد و أسماء وأحوال النساء  المعتقلات ، فإن المعلومات الأولية تشير إلى أن البحرين شهدت أكبر حملة اعتقال للنساء البحرينيات هي هذه الفترة ، حيث دخل المعتقل منذ بداية إندلاع الأحداث حتى الآن أكثر من (30 سيدة ) يقبعن في السجون ، أضيفت لهن قبل يومين خمسة عشر مدرسة. وشمل الاعتقال كبار السن وصاحبات المهن الحساسة ، وحتى  الفتيات الصغار لم تسلمن من تحقيق أو استجواب .

وقد كشفت التقارير أن إعتقال النساء في البحرين لأسباب سياسية ليس وليد الأحداث الأخيرة ، بل تم الإقدام على إعتقال النساء في التسعينات للقرن المنصرم لكن الأمور لم تصل إلى ما وصلت إليه في هذا العام  2011 م . حيث تم إعتقال النساء لأسباب مختلفة، أقلّها امتلاك هاتف خلوي يحوي على رسالة نصية تدعو إلى تظاهرة ، ناهيك عن ما يتعرضن له من إيذاء كضرب وإهانة وضغط نفسي وتهديد بالاغتصاب .

كما أشار مركز البحرين لحقوق الإنسان ، برئاسة المناضل الحقوقي  نبيل رجب " أن عدد النساء المعتقلات في البحرين يعد رقما كبيرا مقارنة  بعدد السكّان في البحرين الذين لا يتعدّون 600 ألف نسمة. والمعتقلات البحرينيّات هنّ خليط من مدرسّات وطبيبات وممرضات وناشطات  في مجال حقوق الإنسان، وصولاً إلى نساء لا ذنب لهنّ سوى إنتمائهن للمذهب الشيعي ، وأضاف أن النصيب الأوفر من الإعتقال كان للطاقم الطبي في المرتبة الأولى والتعليمي في المرتبة الثانية، إذ حصلت «الأخبار» على قائمة ضمّت ثلاثين امرأة، كان منهنّ 11 معتقلة من الطاقم الطبي، ما بين طبيبة وصيدلانية وممرضة ، و 6 مدرسّات بينهن نائبة رئيس جمعية المعلمين التي صدر قرار بحلّها من وزارة التنمية الاجتماعية.

وهناك معلومات عن سجينات في حالة صعبة بسبب التعذيب ، وأضاف التقرير إلى إعتقال السلطات في الوقت نفسه 3 مدرّسات وهن يقمن بواجبهن في تدريس الفتيات اللواتي أُصبن بحالات هلع وإغماء، نتيجة مداهمة القوات الأمنية للفصول الدراسية. تضاف لهن خمسة عشرة معلمة إضافية قبل يومين تم الإعلان عنهم في وسائل الإعلام .

أمام هذه الوحشية الصارخة و المتبجحة بإجرامها أمام الرأي العام العالمي، أتساءل إلى متى يبقى الحال على ما هو عليه؟ فلا يمر يوم إلا ونسمع عن تزايد الإنتهاكات من تهديد وتخويف وترويع وخنق للحريّات، و مخططّات تدمير في الإعتداء على الكرامة الإنسانية وتحطيم النفسية والإرادة الوطنية  التي تتعرض لها المرأة في البحرين ، في ظل صمت دولي وإقليمي ومحلي !!

 أين أصحاب الضمائر الحية أين دور المنابر الإعلامية وأين دور المثقفين والعلماء ومنظمات العالم الإسلامي ؟

 ، أين دور المؤسسات النسائية وأين دور المنظمات الإنسانية ، أين هو دور مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي ، أين من يسمع صوت المسلم يستنجده ويستغيث به ؟

 هل ماتت روح النخوة والمروءة في نفوسنا ؟

 أم أننا غير معنيين بالنظر لمعاناة الناس وإستسلمنا للظلم ومناصرة الظالم ؟ تبا لأمة لا ترى قيمتها وتعي حجمها إلا بالاعتداء على النساء وظلم النساء ؟؟؟!!!

و رسول الله صانها حتى في وقت الحرب بينما في الزمن الأرعن أستبيحت حرمتها و هي مسالمة ، ذنبها أنها طالبت بسلمية رائدة بكرامتها و تبعات مواطنيتها...!!!

   أناشد بصوتي جميع  المنظمات الانسانية المعنية بالموضوع بالتدخل العاجل والسريع  وإجبار أصحاب القرار في البحرين بالكف عن إعتقال النساء والزج بهم في السجون .
   وإني لأدين الأنظمة التي تحمل الإسلام دينا وترفعه شعارا كيف تمارس هذا السلوك المعيب والمخجل  ، إنه سلوك مشين لا ترتضيه المبادئ الإنسانية والمدنية المتحضرة  وترفضه كافة القيم الإسلامية ، وإن فقدان البعض لدورهن  ووظائفهن والرمي بهن في الأسر ، وبعضهن زوجات وأمهات حرمن من أطفالهن كل ذلك برغم ما يجعلهن صامدات لإيمانهن بعمق قضيتهن وحقوقهن المشروعة ويزيدهن إصرارا وتمسكا  ، بقدر ما يجعلهّن يقفن  عاجزات  أمام عمق المأساة التي يواجهنها. إنها مأساة تعيشها المرأة البحرينية التي باتت معاناتها مزدوجة كمواطنة وكإمرأة وأم مسؤولة عن إعالة أسرة والإشراف على مصالحها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى أنه مع تنامي المخاطر التي تتعرض لها الفتيات اللاتي يذهبن إلى الجامعات أو المدارس ، وما تتعرض له للمرأة أثناء الذهاب للعلاج أو التطبيب في المستشفيات وجدت أعداد متزايدة من الأسر نفسها مضطرة للإختيار بين التعليم والتداوي وبين الخوف على سلامة بناتها ونسائها اللاتي لم يسلمن حتى من التهجّم عليهن وسط البيوت ، كل ذلك يجعلهن يعشن  قلقا شديد ا على مصيرهن خصوصاً مع إطلاق يد قوات الأمن والجيش البحريني للتعاطي مع المواطنين البحرينيين بشتى صنوف التنكيل والإرهاب والقمع. وقيام السلطات الأمنية بتكسير محتويات المنازل والعبث فيها حتى بعد الإعتقال.

إن حقوق المرأة والفتيات البحرينيات باتت  اليوم مهددة وبدرجة كبيرة ليس في المنزل فقط بل في الجامعة والمدرسة والشارع وفي المؤسسة والجمعية وفي مكان العمل وفي مختلف المحافل الاجتماعية التي تتطلب وجودهن وهن يعشن في مسلسل من العنف المستمر .

إن الإقدام على إعتقال النساء ومداهمة بيوتهن بعد منتصف الليل وتعريضهن لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي  خط أحمر غير مسموح فيه بالتجاوز ، لاسيما في دول عربية وإسلامية ، إنني  أنطلق من موقع واجبي الإنساني والأخلاقي لأضم  صوتي إلى الأصوات الحرة في الدفاع عن المظلومين لمناصرة المرأة في البحرين ، وأطالب المنظمات الحقوقية العالمية للتدخل للإفراج عن السجينات ، وإيقاف الحملة الأمنية التعسفية ضد النساء .

وإني لأحي شجاعة المرأة البحرينية اليوم لأنها تدفع ضريبة كبرى، إنها تدفع ثمنا مضاعفا لقضية وطنها حتى وهي بين القضبان فكفكفي دمعك أيتها الحرة الأبية ، وكوني على ثقة بأنك تحفرين على جدران الزمن حقوقك التي لن تضيع ...و السلام كل السلام لرمز إباء المرأة البحرينية  الشابة الحورية آيات القرمزي التي ترجمت ثورة المرأة البحرينية بكل عفة و سداد ...وحسبنا  للبحرين رب ينصرها...!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
المجدد
[ ام الحمام - القطيفف ]: 1 / 5 / 2011م - 10:48 ص
لقد ادميت العين واحزنت القلب وهيجتي المشاعر بما تعانية المرأه البحرينية من ظلم واظهاد من اناس تخلت عنهم الانسانية والغيرة والشرف


شكرآ اختي على مواقفك المشرفة بحق اخواتك في البحرين


اللهم عجل لوليك الفرج فقد ضاق الفضاء
كاتبة وباحثة سعودية «صفوى».