أمانة السماء.. «قصة رباب البحرينية»

 

رباب فتاة بحرينية ككل الفتيات.. لها قلب.. لها أمل ككل البحرينيات.. لقد قطعت شوط الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ودخلت الجامعة كالفتيات الموجودات في الجامعة.

لم تختلف أيضا في قلبها الرحيم على أسرتها، وسعيها الحثيث من أجل مساعدتهم على قسوة الحياة الحالية، ككثير من الأسر البحرينية.

مااختلف أن قلب أمها كاد يتوقف عندما لم تعد الى المنامة في زيارتها لأهلها في جزيرة ستره، كان الوضع متأزما، والمواجهات شديدة، والحصار المحكم الذي ضربه الجيش على الجزيرة من مدخلها الرئيسي من على جسر الملك فيصل لم ينفذ منه عود اخضر الى درجة أن اقاربها لم يأمنوا عليها الخروج من البيت وحرمّوا عليها الذهاب الى بيتها.

لقد خاب أمل امها مرات عديدة لم تكن تتأسف كما هي الآن مع الرباب.. فابنها الأول تخرج لكنه لايكاد يجمع قوت يومه من معاشه المخزي كمخلص في جسر البحرين السعوديه، وابنها الآخر عمل في شركة تحت الطلب، ومنذ اندلاع الأحداث الى هذا اليوم لم يخرش هاتفه الجوال للذهاب للعمل.. كانت تعقد آمالا كبيرة على ابنتها الرباب التي قطعت الدراسة بيسر.. وكان قلبها رحيما على امها ووالدها المقعد في البيت.. اليوم بدت أوراق وردة الآمال تتساقط.. وماذا يفيد؟ سائلت الأم الحزينة نفسها بتنهد وحسرة.. ماذا يفيد الألم ياكبدي.. وتذرف ادمعها هتونا.

ياقلب امي المفعم.. ياقهرا ازرقا كيف يمكن إزالته.. كان نداء الرباب، وهي تحاول كسر الحصار الأسري دون جدوى، والهرب من المضيفيين الذين كادت تكفربهم.

اطمئني ياأمي أختي بخير.. لاتخافين.. وماذا يستطيع العمل وقد حاول منع أخته عن الخروج لكنها أبت إلا أن تخرج.. «قال في نفسه» لقد تصاعدت الأحداث وأصبحت تفرض على الفتيات أدوارا كالأولاد بعضها خطير وقاس.. هكذا أراد الله لنا يابحرين.

تنهدت وأزفرت أم الرباب «ليتني طيرا فأطير اليك يابنتي..» كرد على احدى الزائرات الكثيرات الآتي جئن يصبرنها... ومع كثرة الحديث وفوضى الأصوات حانت التفاتة من الوالدة الحزينة إلى السماء قائلة «أمنتش الباري ياضيا عيوني» الله.. الله وياش «معك» يابنيتي.. محفوظة من رب السما.. وهدئ النحيب لديها