اقتلا زواجكما بالإهمال

الأستاذة / مريم العيد

عدم الرضا بين الزوجين مشكلة تعاني منها كثير من الأسر، فكثير من الزوجات يشتكين إهمال أزواجهن، والبعض متعجبات من تناقض أزواجهن في التصرفات بين خارج البيت وبين داخله، حتى باتت العلاقة الزوجية متوترة، وأصبح حجم مشكلة الطلاق في تزايد، فكثير من المشاكل التي تشهدها العديد من الأسر تحدث بسبب إهمال احد الزوجين لأسرته، أو انشغاله عنها بالعمل، أو بترك المنزل في أغلب الأوقات، غير مبال بمسؤولياته العائلية والأسرية. فكما ان الإهمال في الصحة يزيد الجسم إعياءً، والإهمال الثقافي يزيد الإنسان جهلًا، والإهمال في الكسب الطيب يزيد المجتمع فقراً، فالإهمال في الأسرة يزيدها تفككاً ومن ثم طلاقاً.

ان الإهمال في الأسرة يكون على نوعين: إهمال شخصي وهو الذي يؤدي إلى نفور أحد الزوجين من الآخر، وإهمال أسري وهو الذي يقع على الأولاد، أو على أحد الزوجين. فالأزواج الذين يشتكون من الإهمال الشخصي هو ناتج من عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية، كعدم إزالة شعر الجسم، أو انبعاث الروائح الكريهة منه، أو عدم العناية بتنظيف الأسنان، أو عدم الاهتمام بالاستحمام وتبديل الملابس، أو التقصير في التجمل، فأحد الأزواج يعاني سنوات طويلة وينفر من زوجته لأنها لا تهتم بتنظيف أسنانها!!.

أما الإهمال الأسري الذي يقع على الزوجة، فهو الإهمال في النفقة عليها وعلى أبنائها، وتظهر جلية للعيان أكثر عند الطلاق، حيث يرفض الزوج النفقة على الأبناء لأنهم اختاروا العيش مع والدتهم، فتضطر الأم أن تستجدي الأموال من الجهات الخيرية ووالدهم يتمتع بصحة جيدة، أو أنه يقضي جلّ وقته بين الأصدقاء في الديوانيات، فلا يعلم بأولاده ولا يعرف في أي مرحلة دراسية هم، وبعض الأزواج المعددون للزوجات يعرف فقط أسماء أبنائه لوجودهم في دفتر العائلة، لكنه لا يفرق بين أحمد وحسين!.

وقد تشتكي الزوجة إهمال زوجها لها من الجانب العاطفي حيث جفاف الحب والحنان والعاطفة.

يقال إن أحدى النساء أشعلت شموعاً معطرة، وعملت طباقا شهية من الحلويات احتفالا بيوم زواجهما، عندما جاء الزوج تفاجأ، وأخذ ينظر إلى زوجته نظرة استهزاء وعدم اكتراث.

كما تشتكي الزوجة إهماله لها في الجانب الجنسي حيث يهتم باحتياجاته فقط، ويهمل احتياجاتها قبل اللقاء الزوجي وبعده، يقول الرسول  لا ترتموا على نسائكم كالبهائم بل أجعلوا بينكم وبينهم رسول قيل: وما الرسول يا رسول الله قال: القبلة.

وقد تعاني الزوجة إهمال الزوج للمرض إما بخلاً أو كسلاً، تقول إحدى الزوجات: ارتفعت حرارة أبني ليلا ولم تنخفض بالأدوية، رفض زوجي أن يذهب به للطبيب، فاتصلت على أخي ليأخذ الطفل للمستشفى، رفض الطبيب العودة به للمنزل لأن حرارته مرتفعة جدا، وتشكل خطرا عليه. أما صور إهمال الزوجة الأسرية فتتلخص في كثرة زيارات الأهل والصديقات من غير حاجة، أو حضور الأعراس إلى ما بعد منتصف الليل، مع عدم الاكتراث بالزوج والأبناء، كذلك تقديم الأعذار التسويفية لزوجها من أجل عدم تحقيق متطلباته الجنسية.

أسباب الإهمال

ان الإهمال لم يكن وليد يوم وليلة، بل هو نتيجة تربية سنين متراكمة، فعدم تهيئة الفتاة لتحمل المسؤولية ينتج منها امرأة غير مكترثة بالأسرة والأولاد، فتعيش حياة اللامبالاة في جميع شئون حياتها، كذلك اعتماد الرجل على والده في كل أمور حياته، تصنع منه زوجا اتكالياً، لا يستطيع تدبير شئون أسرته.

وقد يكون الإهمال موروثاً اجتماعياً، فكرته إن إذلال الزوجة وعدم تحقيق احتياجاتها سبيل للطاعة العمياء، أو التعامل مع المرأة مجرد آلة لإشباع الغريزة الجنسية، وليست إنسانة لها احتياجاتها الإنسانية، كما ان الإنجاب المتواصل وعدم المباعدة بين الأطفال في العمر، أو حلول طفل جديد في الأسرة يجعل الزوجة تنشغل به، وتهمل زوجها ومنزلها.

فإذا أردتما قتل حياتكما الزوجية فعليكما بالإهمال..