الحسين ومحبوه هم المنتصرون
الحسين - سبط الرسول الأعظم محمد الشهيد المذبوح في أرض كربلاء قبل نحو 1400 عام - اسم يتردد بكل لغات الأمم، ويزين الرايات الخفاقة في كل ناحية حول العالم، ويزداد في كل يوم انتشارا وقبولا بين البشر، وكل ذلك دليل على انتصاره الخارق وانه أعظم منتصر في التاريخ بفضل أفكاره التي تتوافق مع طبيعة كل البشر من كل الأديان، وهو بلا شك انتصار كبير لعشاق مدرسته الخالدة وبالخصوص شيعته بفضل مواقفهم وصمودهم وإحيائهم ونشرهم لأفكار ثورته رغم كل الظروف والتحديات، الأفكار التي تحولت إلى نبراس للحرية والعزة، وشعار للإباء والتضحية والفداء، وشعاع نصر للمظلومين والمضطهدين والمستضعفين في العالم، ونداؤه الخالد: «كونوا أحرارا في دنياكم» الذي تحول إلى اكبر قوة جاذبة وإلى وقود يثير الحماس والثورة لدى عشاق الحرية في كل زمان ومكان.
فهل حقا حققت ثورة عاشوراء، وحقق عشاق الإمام الحسين "الشيعة" ومحبو الحق والعدالة والحرية والاصلاح انتصارا؟.
إن بقاء الدين الإسلامي المحمدي الأصيل لغاية اليوم يعود إلى دور الإمام الحسين وثورته الخالدة في كربلاء، «فالإسلام محمدي الوجود، حسيني البقاء»، كما ان لصمود الشيعة ومحافظتهم على هويتهم، وتمسكهم بإحياء الشعائر والمناسبات، وبالخصوص مراسم ثورة الإمام الحسين ، ومجزرة عاشوراء الدموية، رغم التشويه والإساءة للشيعة، والمنع والحرمان والتضييق والملاحقة والسجن والقتل واستهداف المساجد والحسينيات والمواكب بالتفجير، هو انتصار باهر للعدالة والعقيدة والحق والحقيقة والإنسانية ولمبادئ ثورة الإمام الحسين لتكريس الحرية والعزة والشرف والإباء والتضحية والإصلاح والتغيير، والثورة ضد الظلم والعدوان، فقضية الإمام الحسين هي قضية لكل إنسان من كل الأديان.
الشيعة خلال هذا العام تعرضوا لاعتداءات وحشية دموية من قبل أعداء العدالة والحرية وأعداء الرسالات السماوية والإنسانية وأعداء النبي محمد وأعداء الإمام الحسين، عبر استهدف مواكب إحياء عاشوراء بتفجير وقتل الأبرياء من محبي وعشاق مدرسة الحسين ، وكان رد الشيعة كما هي العادة الدائمة هو الصمود والتحدي والاستمرار في إحياء المراسم العاشورية الحزينة، الموقف الذي يمثل أكبر هزيمة للمعتدين والتكفيريين، وأعظم نصرا لعشاق الحسين .
وقدم الشيعة هذا العام درسا في دروب التضحية والفداء والصمود والشجاعة بإحيائهم ذكرى عاشوراء المؤلمة رغم الظروف والتحديات، إذ تعرضت المنطقة هذا العام لأجواء جوية سيئة جدا، عواصف ترابية، وانعدام للرؤية، وبرد شديد في منطقة الخليج والعراق، وعواصف ثلجية في الشام، يصعب على الإنسان الخروج من منزله، ولكن شيعة الحسين أصروا على الحضور الكثيف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ للمجالس امتلأت بهم الحسينيات والطرق المقابلة، لإحياء فاجعة عاشوراء بتفاعل وحرارة حسينية رغم الأجواء المتقلبة والسيئة، لقد انتصر الشيعة بحضورهم واثبات إخلاصهم وعشقهم للحسين، فلا البرد القارس ولا الأمطار الشديدة ولا العواصف الترابية ولا الحرارة العالية ولا الرطوبة الخانقة ولا الترهيب ولا التفجيرات تمنعهم من إحياء عاشوراء الحسين، انه انتصار للعدالة ولمحبي الحرية والاصلاح والتغيير، وللشيعة وللإرادة الحسينية.