سيدات يُطلقن حملة « خيرية » توفّر منازل للمحتاجين لإسكان

شبكة أم الحمام القطيف – محمد الداوود
 سيدات يُطلقن حملة « خيرية »
سيدات يُطلقن حملة « خيرية »

 

لم تستطع الطفلة سكينة ذات السنوات السبع أن ترسم أحلامها الوردية، كما يرسمها أقرانها الصغار، حيث وقفت أحلامها وطموحاتها البسيطة على الحد الذي لم تستطع إحدى الناشطات الاجتماعيات أن تخفي دموعها عندما سألت الطفلة الجالسة على مقعد خشبي، لا يزيد ارتفاعه على 10 سم عن أحلامها المستقبلية، فأجابت الطفلة «أريد أن أنام بهدوء بعيداً عن الفئران التي تنتشر في منزلنا، وتقرض جسمي أثناء النوم. أريد أن أنام كما تنام صديقتي في المدرسة، فوق سرير كبير». ولم تخف سكينة دموعها البريئة وهي تقول: «دائماً ما أسمع كلاماً مؤلماً في المدرسة من زميلاتي، بأن بيتنا «عشة» مليئة بالفئران والحشرات».

ولم تتمالك سكينة أنفسها، فأجهشت بالبكاء، قبل أن تقوم من مكانها وتجلس في أحضان والدتها، وهو الأمر الذي دفع ناشطات اجتماعيات في محافظة القطيف، إلى إطلاق حملة «بيتك مريح وبيوتهم من صفيح»، التي تهدف إلى «مد يد العون إلى الأسر المحتاجة، خصوصاً ساكني بيوت الصفيح»، التي تزيد على مئة منزل حالياً.

وتقول الناشطة وئام المديفع: «بدأت هذه الحملة قبل فترة، بعد أن شاهدنا حجم الألم الذي يعيشه سكان بيوت الصفيح. ولقد تعاونا في بداية الأمر مع جمعية العوامية الخيرية. ونجحنا في مساعدة عدد من العوائل، أملاً في إزالة بيوت الصفيح من المحافظة، أو تحويلها إلى بيوت حديثة. ونسعى حالياً، إلى تكثيف جهودنا، ومواصلة المشوار مع بقية المنازل في مختلف وقرى القطيف ومدنها».

وتفاجأت المديفع، عندما قامت بأول زيارة لهذه البيوت، مبينة أنها «بيوت من صفيح لا تحمي من برد الشتاء، أو حرارة الشمس صيفاً. والمكان مليء بالجرذان والحشرات والميكروبات، ولا يصلح للعيش مطلقاً»، مضيفة «كنت خائفة جداً، فالجرذان تسرح حولي في كل صوب، حتى ان إحداهن سألتني: لماذا أنتِ خائفة؟!، فقلت: من الفئران. وضحكت ضحكة مليئة بالحزن. وقالت «لدينا حكايات كثيرة معهم، وتعبت أجسادنا من قرصاتهم، ولكن ألفناهم غصباً عنا، لأنهم حولنا طوال اليوم».

وتؤكد المديفع، أن هذه المعاناة التي شاهدتها بنفسها دعتها إلى «تنظيم حملة بيتك مريح وبيوتهم من صفيح»، ضمن برنامج متعدد الفقرات، على أن يخصص ريعه لصالح سكان بيوت الصفيح. وتم عرض فيديو عن حال الأسر التي تمت زيارتها، وتفاعل كل من حضر، حتى أن سيدة تبرعت بكل ما كان عليها من ذهب. وقالت: «لا أملك إلا هذا الذهب، خذوه مني مساهمة في سد عوز أخواتنا»، مضيفة «كان موقفاً رائعاً ونبيلاً»، مشيرة إلى جهود زميلتها في الحملة منال الحبوبي، التي «تفاعلت في شكل لافت. وتحدثت مع عدد من الجهات ورجال الأعمال، ليقفوا وقفة صادقة، لإيجاد حل جذري لساكني بيوت الصفيح. ولا زالت تقف معنا. وتمد اللجنة بالأفكار والمساعدات». ولم تقف الحملة عند هذا الحد، بل «أصبح لها برامج عدة، حتى تمكنا، وبالتعاون مع لجنة تحسين المساكن في جمعية العوامية، من نقل عدد من الأسر إلى مساكن موقتة، لحين الانتهاء من بناء المساكن الخاصة بهم».