القفز من طابور البطالة

من خلال ماتتداوله الصحف المحلية، ثبت أن الحكومة السعودية فشلت في موازنة سوق العمل مع المخرجات التعليمية كماً ونوعاً. فلا المهارات التي يحتاجها سوق العمل متوفرة في الطلاب حديثي التخرج، ولا سوق العمل قادر على إستيعاب العدد المهول من الخريجين أضف إلى ذلك النسبة الكبيرة للعاطلين عن العمل والتي تقدر بـ 448.547 عاطلاً وفقاً لدراسة صدرت عن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات في السعودية سنة 2009.

وتحت ظل هذا الإختلال، أصبح إعتماد الفرد على نفسهِ عبئاً ملحاً ليوافي متطلبات سوق العمل. بمعنى ان القفز من طابور البطالة يأتي بإمتلاك أكبر قدر ممكن من متطلبات سوق العمل من شهادة وخبرة ومهارة.

 فيما مضى كان تعريف (الأمي) هو من لا يستطيع القراءة والكتابة لأنهما مهارتان أساسيتان للتعلم. أما اليوم، فبالإضافة إلى القراءة والكتابة، فإن الأمي هو من لايجيد استخدام الكمبيوتر أو لا يجيد لغة أخرى غير لغته الاصلية. أصبحت إجادة إستخدام الحاسب الآلي مهارة ثالثة للفرد المتعلم، وتأتي اللغة الإنجليزية او غيرها من اللغات كمهارة رابعة خاصة اللغتين الفرنسية والانجليزية وذلك بسبب شح المادة العلمية المتوفرة على الإنترنت باللغة العربية، في مجال البحوث والمعارف وبالخصوص المتعلق منها بالتقنية.

وبتوفر المهارات الأربع للمتعلم، يأتي دور الشهادة لتعترف بمهارات هذا الشخص أو ذاك وجدارته بالحصول على وظيفة.

في ظل تزاحم الخريجين من الجامعات والمعاهد، تتوقع الشركات الباحثة عن موظفين من المتقدم إليها أن تتوفر فيه القدر الاكبر من المهارات اضافة الى الشهادة ، وهذا لا يعني أن كل من يملك هذه المهارات سيحصل على وظيفة، فهناك الكثير ممن يمتلكها ولم يحصل على وظيفة، والسبب هو قلة الوظائف والعدد الكبير من المتقدمين للحصول عليها. ومن هنا يأتي دور التميز عبر إمتلاك خبرات مختلفة الى جانب المهارات، من خلال ورش العمل، والدورات التدريبية في المجالات المختلفة.

ان أكبر عقبة تواجه الخريجين الجدد هي الخبرة، فلو استغل الطالب الفراغ لتنمية المهارات وإكتساب الخبرات أثناء العطلات الصيفيه أو حتى أثناء الدراسة فستظهر نتائج جهده على المدى البعيد. فالعمل في أي مجال، حتى لو كان لفترة قصيرة، يكسب الفرد خبرة. وقد يكتشف الفرد ميوله من خلال بعض الدورات أو الهوايات للتحول لاحقاً إلى عمل إحترافي أو الى مشروع تجاري يدر المال على صاحبه.

التعلم لا ينتهي أبداً، فهو يبدأ من المهد وينتهي في اللحد، لمن اراد ذلك طبعاً. بالطبع، لا يستطيع الفرد العادي الإلمام بجميع العلوم لكن بإستطاعته تعلم أساسيات أي علم، ثم يأتي دور تقوية هذا العلم بالإطلاع والمتابعة. والحال ينطبق على المهارة، فلا يستطيع الفرد الإلمام بجميع المهارات لكنه يستطيع تعلم أساسيات المهارة ثم تقويتها عبر مزاولتها لتعود عليه بالمنفعه.

العوامية – السعودية