الحصرية في الاعمال الاجتماعيه
الجميع يعرف معنى " الحصرية " : و التي يعنى بها الاحتكار و التفرد بشىء وتقديمه وتوفيره عن طريق واحد فقط ، والتي نجدها كمثال حين تتسابق القنوات لبث خبر حصري تنفرد به القناه.
تستخدم الحصريه في الاعمال التجاريه بشكل خاص و نطاق أوسع لما لها من فوائد ربحيه تدر على المؤسسة أو الشركه. وبهذه الطريقه يقوم التجار بإجبار المستهلكين على التوجه لهم فقط لكي يحصلوا على الخدمة أو المنتج
وكمثال على ذلك :
- الحصرية في نقل بعض النشاطات او المسابقات من خلال بعض القنوات الرياضيه.
- الحصرية في بيع الماركات العالمية من خلال موزع وحيد في المنطقه.
- الحصرية في المقابلات او الاخبار العاجله التي تنفرد بها القنوات و المحطات الاعلاميه المرئيه والمكتوبه.
كل هذه الامثله وعلى الرغم من تنوع مجالها واختلاف اهتماماتها الا انها تتفق في مفهوم الحصرية من حيث جذب المستهلك .
مجتمعنا ولله الحمد ملئ بالطاقات الفاعله والتي تخدم مجتمعها من خلال المشاريع الخيريه والتي تساهم في رفع المستوى الثقافي و الوعي الادراكي في المجتمع وكل هذه الجهود المبذوله مجانيه غير مشروطه.
ولكن وللأسف في الآونه الاخيره بدء مفهوم الحصرية يتغلغل في جسد العمل الاجتماعي التطوعي من خلال تطويق الكفاءات والمشاريع تحت مسمى الحصرية واضرب هنا بعض الامثله بشكل مطلق لايخصص بها احد وانما هي الحاله السائده.
فأصبحنا نرى :
- رادود حصري : يشدوا بالقصائد لمواكب معينه ولتيار معين متناسي القضيه الاساسيه وهي خدمه الدين.
- كفاءه حصرية : تقدم خدماتها وطاقتها تحت مظله واحده فقط.
- مشروع خيري حصري: يعنى بتوظيف الكفاءات المحصوره تحت مؤسسته والتي تبث قناعاته.
والهاجس الاكبر ان نرى في المستقبل مسجد حصري أو حسينيه حصرية. اقول هذا وقد بدت في الافق هذه الرؤى ( الله يستر )
لربما يختلف معي البعض فيما أقول بحجه " و إن اختلفت الافكار وان تعددت الطاقات وكثره الاتجاهات في طريقه العمل فهو في النهايه يصب في خدمة المجتمع"
أقول في المقابل مالفائدة من ذلك وهو يقسم مجتمعنا الى فئات وجماعات ويحد من الاستفادة من خير الطاقات والكفاءات تحت مسمى " هذا من جماعتنا "
ماذا يجب علينا فعله
1- البدء بأصلاح النفس
أن جميع مايحدث من حصر للكفاءه هو من شح النفوس وكما دلت علي الايه الكريمه : ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) ﴿
فالايه الكريمه دلت على توخي شح الانفس بشكل عام والذي يحمل جميع صفات الشح سواء كان المادي، المعنوي، الاخلاقي ، الفكري ، فحالة توخي الشح هنا تعني تجاوز حاله الانانيه الذاتيه والسمو بحالة العطاء.
2- توجيه الجماعات واللجان للتعاون
تعاون وتقاطع الجهود بين الجماعات بمختلف افكارها كما نصت الايه الشريفه ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَان﴾ (2)
ولايخفى على الجميع ما تسببه الحصريه من عداوات في مجتماعاتنا.
فعليه يجب على الجميع التجرد من شح النفوس والذي يحصر الطاقات الخيره في الافراد والتعاون بين أفراد المجتمع ونسيان الإنتماءات الدينيه التي تحصر الكفاءات العامله وتمنع التعامل مع الغير والمشاركه في فعالياته فتصبح في النهايه حصرية لمن يدين بفكرها فقط.
علينا جميعا التجرد منها ومن حصريتها البغيضه لصالح الغايه الاسمى وهي خدمه المجتمع .