دهس الشابين.. حتى لا تكون فتنة
المتابع لجريمة دهس الشابين فاضل محمد عبد الكريم الشبيب وعبد الله علي فتيل وما تبعها من تعليقات وتعليقات مضادة في مواقع عدة والمشاركة الشعبية الكبيرة في تشييع الجنازتين ينبغي له أن يتوقف عند هذا الحدث ولا يمر عليه مرور الكرام.
هذه الحادثة الفاجعة سبقتها أحداث كان ينبغي احتواؤها، خصوصا مع كثرة الشكوى من قبل الكثير من الأهالي مما يتعرضون له من أذى ومضايقات لمجرد مرورهم ببلدة عنك، وكأنهم دخلوا حدودا لا يحق لهم اجتيازها، وهو أمر لم يكن مألوفا من قبل، ولكن للأسف فإن هناك من يبث ثقافة الكراهية ويحرض على الآخر ويزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد الذين تعايشوا بفطرتهم جنبا إلى جنب سنين طويلة في محبة وسلام دون حاجة إلى مقالات ومحاضرات وندوات عن التسامح والتعايش.
وحتى لا تتكرر مثل هذه الحادثة ينبغي التركيز على التالي:
1- أن يتصدى أهل الخير من رجالات عنك لإيقاف ظاهرة التعرض للآخرين من قبل بعض شبابهم ومعالجة أسباب الظاهرة بصورة جذرية.
2- أن يتمتع التحقيق في هذه القضية بالنزاهة التامة والشفافية المطلقة، وأن يستهدف كشف كافة الملابسات للوصول إلى الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة.
3- أن يمارس القضاء دوره المناط به في تحقيق العدالة، ومحاسبة من تثبت إدانته دون أي تهاون أو تقصير.
4- أن يتعمق التواصل بيننا وبين إخوتنا وجيراننا السنة في عنك ودارين وأم الساهك وغيرها لتمتين أواصر الجوار والتفاهم، ولسد الطريق أمام أولئك الذين لا يريدون سوى الفرقة وتمزيق المجتمع.
إن أعظم بلاء يمكن أن يصاب به مجتمع من المجتمعات أن تستبد به الخلافات والنزاعات والصراعات الداخلية ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ )
وإن أفضل وسيلة للتصدي لذلك ووأد الفتنة هو أن يتحمل الجميع من شرطة وقضاء وذوي التأثير الاجتماعي مسؤولياتهم الشرعية والأخلاقية والوطنية.