ضع الجوّال وأمسك بكتاب
لماذا يجب أن تضع الجوّال جانبًا وتمسك بكتاب بدلًا منه؟
لأن الجوال يأخذ من وقتك الكثير مع قليل من الفائدة، أما عندما تمسك بكتاب جيد فإن كل لحظة معه هي فائدة، وكل سطر جديد معلومة، وكل صفحة هي نظرة جديدة للأمور.
لأن الجوال يشتت دماغك ويقلل من قدرتك على التركيز حول أمر واحد مدة طويلة، في حين يعرف الجميع أنك إذا كنت تحب القراءة فإنك قد تجلس ساعات عديدة مستغرقًا في القراءة ناسيًا حتى بعض واجباتك اليومية؛ بسبب ما تحصل عليه من معرفة تأخذك بعيدًا عما أنت فيه.
لأن الجوال سوف يتسبب لك - بسبب الإضاءة الزرقاء التي فيه - بدرجة من الأرق، في حين ثبت أن القراءة لدقائق معدودة من كتاب في الليل سوف تجلب لك النوم، وتزيل عنك التوتر.
لأن الجوال جهاز يحتاج إلى طاقة لكي يعمل، في حين أنك تستطيع فتح الكتاب في مختلف الظروف، وتغلقه في أي وقت.
لأن الجوال يصدر موجات كهرومغناطيسية يقال إنها تضر حين تتراكم في الجسم، وتزداد ضررًا كلما أدنيته أكثر منك، وتكون أكثر ضررًا على الأطفال.
لأن الجوال قد يجعلك تبدو وكأنك متوفر على مدار الساعة بدون وقت خاص، بل حتى لو كنت تستطيع قراءة كتاب فيه فإن أي شخص، حتى الأصدقاء الافتراضيون، يستطيعون قطع خلوتك بنفسك في أي وقت، بينما الكتاب فصامت، يعطيك من فوائده متى احتجت ويتوقف متى قررت ذلك.
لأن الجوال بأشعته وبريق شاشته وصغر حجمه قد يؤثر سلبًا على العين، أما صفحات الكتاب الورقي فقد تكون صديقة أكثر لعينك وأكثر حُنوًّا عليها.
لأن الجوال قد يخونك في بعض المواقف حين يصيبه عطل أو مشكلة، أما الكتاب فلديه قدرة تحمل أكبر، صامدًا أمام أصعبها دون تأفف أو تذمر.
لأن الجوال يتقادم بمرور الوقت مع انتهاء عمره العملي، أو مع انتهاء صلاحية نظام تشغيله، أو إيقاف دعم هذا النظام من قبل الشركة المنتجة له، وهو ما حدث ويحدث باستمرار.
كل هذا وغيره يدفعنا بالفعل نحو وضع الجوال جانبا والإمساك بكتاب. فهل نفعل؟