ثقافة الهرن

نضال حسين ال مسيري *

هل يعلم القارئ العزيز أن بعض الدول الأوربية تستورد وتصنع سيارتها من دون هرن ! ليس لعدم معرفتها بالمواصفات القياسية للسيارات التي تستوردها وتصنعها ولكن بكل بساطه لأن شعبها يمتلك ثقافه الهرن !
نعم ثقافة الهرن "منبه السياره" ! وهذا عكس الوضع السائد في دولنا طبعاً والتي اصبح
فيها الهرن من أساسيات حفلات الزواج وابجديات التحية في الشوراع ومن المهمات القصوى لتنبيه السائق الغافل لجزء من الثانية عند الإشارات المرورية . بل وصل حد الإستهتار الى أن يصبح لغة للتفاخر بين الشباب  فذاك يضع صوت لباخره وهذا يضع صوت صفارة انذار لتجدهم يتفنون فيمن يصيح الأفضل حتى اصبح عرفاً بين سائقي الحافلات  . !!!!!

- عند محاولتي لفهم هذا السلوك لهذه الدول والتي ربما يعتبرها الكثير  من محبي هذا السلوك دول "ما عندهم ما عند جدتي " وصلت الى أن ثقافة الهرن نابعة من أن هذا الشعب يبني سلوكياته وتصرافاته في الأغلب على ثقافة .. والثقافة في الهرن تقول : ان شدة الصوت والتي تقاس (بالديسيبل)، هي السبب ! لأن اصوات آلات وخصوصاً صوت الهرن والذي يمثل حوالي 80 ديسيبلا، عند التعرض له يومياً ولمدة طويلة يسبب الاصابة بالطنين وفقدان السمع، كذلك تأثيرات سيئة على الجهاز العصبي وردود فعل عكسية تتمثل بالقلق والتوتر وهذا من اهم اسباب التلوث السمعي "الضوضائي " . والذي يتعرض له عدد كبير من الناس دونما علم منهم  بهذه التأثيرات الصحبة عليهم وعلى غيرهم .

ومن منطلق فهم تلك الدول لهذه الثقافة نجد أن لديهم فرق لمكافحة التلوث الضوضائي ، حيث تجد هذه الفرق  تمنع رفع الأصوات فوق الحد الطبيعي صحياً مهما كان مصدر هذا الصوت وهدفه . فمثلاً في أوروبا يمنع قرع أجراس الكنائس بأصوات عالية فوق الحد المسموح به ، وفي دول اخرى مثل إيران يمنع رفع صوت الاذان في المساجد فوق الحد المسموح به ايضاً .

في الوقت الراهن نحن لا نطالب بهذه الفرق التي تبحث عن الضحيح وتحد من استخداماته ولكن نطالب بأن نفهم  ابجديات ثقافة الهرن !!!! اولاً  . حفاظاً على صحتنا وصحة الأخرين .

ملاحظة : هرن = منبة السياره = البوري
التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد
[ القطيف - ام الحمام ]: 31 / 7 / 2010م - 1:41 م
أحسنت استاذ نضال- بعد الي شفته البارحه اتمنى منع الهرن- واحد تارك ولده في السياره وما يحتاج الولد ما كفاه خمسين هرن
معلم بالمرحلة الثانوية والمشرف العام لبوابة تاروت الإلكترونية