كيف تجعل موقعك حديث المجالس والديوانيات

الأستاذ / نذير الصفار

هل تريد أن يكون موقعك ناجحاً ؟
ويزداد زائروه بسرعة مهولة ؟
هل تحب أن يكون اسم موقعك متداولاً بين الناس ؟
وفي المجالس والديوانيات ؟
وحتى بين علماء الدين والشخصيات ؟
ما عليك إلا اتباع الآتي :

أولاً: ابحث عن شخصية مرموقة ومعروفة بين الناس ويُفضل أن يكون رجل دين له ثقله في المنطقة، راقبه جيداً وادرس حياته من ولادته وحتى الوقت الحالي، حتى تجد موضوعاً أو تصرفاً للشخص يختلف عليه الناس بين مؤيد ومعارض، ويا حبذا لو كان هناك أوراقاً وصوراً أو مقاطع فيديو  أو صوت، وإن اضطررت أن تدمج بين صورتين أو بين مقطعين صوتيين فلا بأس.
ثانياً: اصنع شخصية وهمية معينة وأطلق عليها اسماً معين مثل عبد الأعلى  عاشق المنطقة أو حارس العقيدة أو قطيفي حتى النخاع، وحاول أن تجد صورة من موقع أجنبي لمجموعة من الشباب الكول واقتص وجه أحدهم واجعله الشخصية الوهمية، وانتبه في أخذك الصورة أن تكون غير مشهورة وغير معروفة  وسوف يساعدك موقع جوجل على ذلك.
ثالثاً: ضع عنواناً رناناً لما سوف تطرحه من موضوع ضد الشخصية السابقة ويجب أن يكون مميزاً وينم عن ذكاء خارق، بحيث تجعل القارئ يقتنع بفكرتك بمجرد قراءة العنوان.
رابعاً: ضع الموضوع في موقعك وقبل أن تجعله مرئياً لزوار الموقع ضع مجموعة من التعليقات الوهمية بأسماء مستعارة تؤيد رأيك وتذم وبقوة الرأي المختلف معك، لأن ذلك يقنع القارئ بأن رأيك هو رأي المجتمع بكافة أطيافه.
خامساً: أرسل الموضوع ( عنواناً فقط ) إلى المجموعات البريدية وضع رابط الموقع بالموضوع من أجل إجبار الجميع على الدخول وقراءة الموضوع والتعليقات فكثير من الموضوعات لا يُهتم بها بقدر ما يُهتم بالتعليقات، وكذلك من أجل تشجيع القارئ على كتابة تعليق.

عند اتباعك للخطوات السابقة سوف يكون لموقعك الصوت الأكبر والصدى الواسع بين القراء، فالناس بطبيعتهم يبحثون عن الغريب من أجل قراءته أو حتى الرد عليه ومناقشته.

هذا بالضبط ما يحدث في مواقعنا المحلية، فكثير منها يصطاد في الماء العكر من أجل إعلاء شخص معين أو تسقيط شخص آخر. ولم نتبع للأسف تعاليم أهل البيت التي تحثنا على التحاور وعدم تبادل السباب والشتائم، ولك أن تأخذ أخي القارئ جولة على العديد من المواقع المحلية لترى صحة كلامي في هذا، وما جرى من أحداث أخيرة أثبتت لأبناء المجتمع عدم جدية الكثيرين في حلحلة تلك العوالق والتحديات، وهو بالضبط ما استثمره بعض ضعاف النفوس ممن أقنعوا أنفسهم ( أو أقنعهم البعض ) بأنهم أمام واجب ديني يدعوهم إلى التصدي وعدم قبول الرأي الآخر بل ويجب عليهم محاربة من يمثله ولو أدى ذلك إلى تمزيق اللحمة الاجتماعية في المنطقة. وما زاد تلك الهوة تلك البيانات المختلفة من رجالات دين ومثقفين وكتاب تلقفتها المواقع كالكرة، كل يجر النار إلى قرصه، ويصوغها بما يخدم رأيه وموقعه.

ما المطلوب ؟

إني أقول لجميع رجالات الدين والكتاب والمثقفين كفانا بيانات لا تسمن ولا تغني من جوع ودعونا نكون واقعيين في جَسْر الهوة الخيالية التي نسجها بعض أنصاف الرجال المتلبسين بأسماء نسائية خوفاً على سمعتهم، وبدلاً من تبادل البيانات دعونا نتبادل الكلمة الطيبة ونجعلها صدقة معنوية ونرسخ سياسة (أنا أحبك) كما دعى لها السيد السيستاني (حفظه الله) بعد أن شتمه العريفي.
وعلى المواقع المحترمة،، يا من تتوافق مع البعض وترصد تحركات البعض وتبحث في جميع مصادر البعض، أقول لكم قول الباري عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة [التحريم:6]، اتقوا الله فيما تنقلوا وتنشروا فإنكم سوف تقفوا بين يدي الباري عز وجل وتُسألون عن كل كلمة كُتبت وأُريد منها النيل من شخص أو جماعة من دون وجه حق.

أختم مقالي المتواضع بقصيدة للشاعر الكبير أحمد مطر والتي تجسد واقع العديد من المواقع المحلية:

أحضر سلة
ضع فيها أربع تسعات
ضع صحفا منحلة
ضع مذياعا
ضع بوقا، ضع طبلة
ضع شمعا أحمر
ضع حبلا
ضع سكينا
ضع قفلا.. وتذكر قفله
ضع كلبا يعقر بالجملة
يسبق ظله
يلمح حتى اللاأشياء
ويسمع ضحك النملة
وأخلط هذا كله
وتأكد من غلق السلة
ثم اسحب كرسيا واقعد
فلقد صارت عندك
دولة