سعادة في المحبة والإحترام

مما يزيد الحياة صعوبة وجود الضمير الميت لدى بعض البشر الذي من حولنا، بدءا من الخذلان وإنكار المعروف، التقلبات المزاجية العنيدة لدى هؤلاء الأشخاص، القلوب القاسية والتي لا تحمل الرحمة والشفقة، الوجوه العابسة ذات التحريض على الخصومة حتى الفجور، التي لا تملك ملامح السماحة والبشاشة والمرح، زمن غلبت عليه المصالح والمطامع الدنيوية، وأصبح حب الذات والانغماس بالماديات الكريهة «هذا وإن وجدت» التي تؤدي بالشخص إلى التفريط بالقيم والاحترام وبالروحانيات الإنسانية الجميلة، سلوكيات من هؤلاء المعنيين والتعامل السيء والمهين مع أهاليهم وأنسابهم الكبار والصغار أو حتى مع من تقدم في العمر من أم أو أب أو عم أو خال، متمسكاً الواحد منهم بميوله وغروره وتكبره ونزواته المتدنية والتي أبعدته سلوكياً وتعاملاً حتى مع أقرب الناس إليه، رامياً خلف ظهره كل معروف وعلاقة طيبة قدمت له من صغره حتى كبره، وكأنه يتعامل مع ماركة من الملبوسات أو غيرها، استنفع منها أو قضى حاجته منها ورماها، وإن هذا الأنسان المراهق والمنحرف سلوكياً لا نحتاج غالباً إلى طبيب يشخصه، وإنما من الواقع الذي نعايشه، يحتاج ذلك الشخص السيء والمتغطرس جهالة، إلى مجتمع يقيّم أفعاله الشينة والمشبوهة ويكشفه على حقيقته، حتى يرتدع ويعرفه بقيمته، ويكون كل من حوله على إطلاع من تصرفاته وأفعاله البغيضة.

أنه من الأمل والتفاؤل في هذه الحياة ومن أجل البقاء بمحبة ووئام، الحذر ثم الحذر من هؤلاء الأشخاص النكرات السيئيين الذين يتفننون في زرع الفتنة والبغضاء وهدم كل بناء فيه الحسن والجمال، علينا أن نتحلى بالصفات الأخرى التي يتميز بها العقلاء من البشر، التعاون وعدم إضاعة الوقت والجهد في الجدل والنقاشات العقيمة مع هؤلاء، سلوكياتنا وتصرفاتنا يجب أن تكون سليمة، فالتشابه في الرأي من شأنه أن يقرّب وجهات النظر، ولا نسمح لأي شخص وبأي شكل من الأشكال، أن يندس بيننا، وأن يفرق ويؤدي بنا إلى خصام همجي لا تحمد عقباه، بين الأخوة والأخوات والأصدقاء وحتى مع بقية الناس، وكما هو معروف إن التشابه في الآراء والأفكار مطلباً حتمياً في استمرار الحياة وتعزيز العلاقات مع الآخرين بإنسجام وراحة وقبول يرضي الجميع، وأن من المعروف كذلك والطبيعي إنه يوجد من الخصائص الطيبة المشتركة بين الناس، وإن علاقة التشابه الودية والحميمة، تساعد وتؤثر إيجاباً، وعلى الحصول بنتائج أفضل، في الدين والثقافة والعلاقات الاجتماعية والإنسانية وغيرها، وهي من المعايير التي هي في الأساس تسير في الاتجاه الصحيح، متوافقة وصالحة للنقاش والحوار الفاعل والبناء في أي وقت ومكان.

قول وفعل جميل وابتسامة صادقة وأحترام متبادل، يبعدوك عن الشجار والمشاحنات والقلق والندم ومن كل سوء وشر، وإن التأني وعدم التوتر وعدم الانفعال عناصر مهمة تجعلك تفهم الأخرين وتفهمهم لك، ويكون الأمر بسيطاً وسهلاً حتى يوصلكم جميعاً إلى راحة ومودة.

إن علاقتنا مع الآخرين وهو من باب التأكيد، يجب أن تكون حسنة وقريبة من وجهات النظر والآراء، ينبغي علينا أن نشارك الناس اهتمامهم في الحياة، وأن نعطيهم الثقة والتقدير والاحترام، وإن يكون تعاملنا مع أي أمر مطروح للنقاش والحوار برؤية ومطلب واضحين، وتقديم وجهات النظر منسجمة مع الوضع وبطريقة راقية بعيدة عن التشويش والانفعال، مما يجعل الآخرين يشعرون بالراحة والاطمئنان، حتى الوصول للتشابه والتوافق السليم والمنشود، والذي يعود بالنفع على الجميع ويجعل السعادة والسرور في الأنفس والقلوب وتوصل أصحابها إلى بر الأمان.

فني طائرات - جوية - متقاعد / أعمل حاليآ متعاقد مع آرامكو
السعودية / عضو مجلس حي ومتحدث رسمي - للمجلس / ناشط أجتماعي ومهتم بشئون المرأة الوطنية ! !
التخصص : كاتب / بعضآ ( شيئآ ) من الخواطر والشعر !