متى سنكَرِّم الدكتور العريفي؟

لشدة ما أصابهم من الغثيان والحمى بسبب تصريحات السياسيين والقادة هنا وهناك لبس الشيعة الدور وانتقلت لهم عدوى هوس المواطنة وأصبحوا يحاولون جاهدين أن يثبتوا للآخرين أنهم حقا مواطنون يلسان حال يقول "صدقونا.. نحن مواطنون".
 
ويأتي في سياق هذا تكريم القضاة سيئي السمعة والصيت بغرض اثبات حسن النية، ويا لها من سابقة فريدة يمكن أن تسجلها موسوعة جينيس للأرقام القياسية. فبعد أن سجلت الأحساء الشقيقة الرقم القياسي في صناعة أكبر سلة قش تسجل القطيف أول تكريم يضرب الأرقام القياسية لضحية يظهر حسن النية لجلاديه، ومواطنٍ أصيلٍ مصابٍ بهوس المواطنة يثبت لحديثي عهد في منطقته أنه مواطن.
 
لقد تمادى غيرنا في تخويفنا بالمواطنة حتى حسبناها منة فرجوناه أنْ يَمُنّ علينا بها شاكرين له حسن الكرم. وبين هذا وذاك يأتينا آخر ليهدينا من ردتنا في عقر دارنا تحت عنوان الحوار، ويقول بعد ذلك للصحافة أننا في القطيف أفضل حالا من الخرخير ومن المدن الجنوبية وليس كما يقال أو نقول أننا مهمشون. ولا أدري فربما لولا خرائط القوقل ما استطاع هذا الداعية الوصول للقطيف بسبب قلة الإشارات الدالة عليها في الطريق السريع خوفا من الشيعة؟، وهي حتى الآن غير مضافة لنشرة أحوال الطقس بينما تشمل هجرة "رياض الخبراء".
 
لقد نسيَ هذا الداعية أنّ المياه الحلوة وصلت من المنطقة الشرقية إلى الرياض قبل أن تصل إلى الشرقية نفسها. وفي الحقيقة واستنادا على كتب التاريخ في المتوسط والثانوي التي طبعت على نفقة وزارة المعارف يتبين أن القطيف والأحساء هما أساس المنطقة الشرقية وغيرهما لم يكن مذكورا عندما ضمهما الملك المؤسس عبد العزيز للمملكة، فهما أولى وأقدم وأعرق من الخبر والدمام الذان لم تذكرهما كتب التاريخ السعودي الرسمي. ولا حاجة أن نذكِّرَ أنّ الكهرباء التي تشع إنارتها في العاصمة الرياض ترتبط بمحطات كهربائية يمدها نفط منطقتنا لا رمال منطقة الخرخير والجنوب الأقصى. فإذا خلع هذا الداعية نظارة الفقه والتوحيد والجرح والتعديل والشرك وعبادة القبور فسيرى حتما أن القطيف تستحق أكثر من أكبر المدن أهمية في المملكة لأنها أم الخير، وليس محتما عليها أن تحتذي بعين عذاري التي تسقي البعيد وتترك القريب.
 
أعجبتني قصة المواطنة التي صدقها أهل المنطقة الأصيلون وراحوا يشترون المواطنة من الآخرين الذين وفدوا من المناطق الغربية والشمالية والوسطى لينهلوا من خير شرقية الخير التي أنجبتها القطيف وأرضعتها صغيرة لا كبيرة.
 
بقي علينا أن نثبت للدكتور العريفي حسن نيتنا ونكرمه على نكته الدعوية ونعتذر منه على ردة فعلنا حين إهانته مرجعيتنا ونقول له بلهجته "ما عاد نعيدها". إن تكريم هؤلاء الطائفيين الذين ترجو القطيف أن يأتي القضاء بخير منهم ليس سوى تكريم لشتم مذهبنا ومعتقدنا فهم ليسوا سوى إخوة للعريفي والكلباني وابن جبرين!.
 
لفتت انتباهي الأستاذة امتثال أبو السعود في قصتها التي جاءت في نفس أيام تكريم القضاة، ولو كنا أمام قضاء وقضاة يستجار بهم لكانوا ينتصرون لنا على الأقل في مسألة الأستاذة امتثال! فمن يجرؤ على التظلم في هذه المسألة؟!. بدلا من تكريم أمثال هؤلاء فلتنسقوا مع بعضكم أيها القطيفيون للمطالبة ببذيهيات مثل التفرقة المذهبية في الوظائف الإدارية لمدارس البنات والتي تمثل أقصى درجات إرساء العلاقات الإنسانية؟!.
 
و لنا أن نتساءل متى سيكْرِمُنا الآخرون بسكون الكاف ويشكرون لنا ولبلدنا خيرها الذي أركبهم السيارة وأسكنهم القصور ومتى سيثبتون لنا حسن نيتهم.
مقرئ وعضو في جماعة الإمام المجتبى القرآنية بالقطيف