قطيفيون بين النباهة والإستحمار!!


للتوضيح... أن كلمتي القطيفيون في العنوان أو السادة التي تتكرر هنا لا تشيرا إلا إلى الفئة النخبوية التي قامت بهذا التكريم وبعيدة كل البعد عن باقي أفراد هذه المنطقة.

وقبل البدء قد يتساءل القارئ العزيز عن العلاقة بين عنوان هذه المقالة وبين ما سوف يسرد في أحشاءها وأقول بأن اختيار العنوان كان مصادفة لوقوع حدثين يفصل بينهم صعود وهبوط طائرة الأول انتهائي من قراءة كتاب النباهة والإستحمار «في الطائرة» للدكتور شريعتي والثاني سماعي لخبر قيام سادة من أهالي القطيف بتكريم بعض القضاة في محكمة القطيف وبالأخص المدعوين القاضي الماجد ورفيق دربه الدرويش.

حقيقة كم آلمني إن لم يكن قد فجعني هذا الخبر أن تقوم ثلة من أبناء هذه المنطقة بتكريم من أرسى دعائم العلاقات الإنسانية بينه وبين أهل القطيف «وهو القاضي فؤاد الماجد» على دماء وأجساد أبناء هذه المنطقة حين أصدر حكمة الجائر الظالم على شاب [1]  من شباب هذه المنطقة بالقتل تحت مظلة دعوة كاذبة فراح ذلك الشاب ضحية إرساء الدعائم!!!

أما رفيق دربه «الدرويش» فلقد كان في القطيف داعماً للعمل الإصلاحي والأخلاقي والحركات المناهضة للطائفية مترجماً ذلك كله على أرض واقعنا وحياتنا المعاشة كتفريقه بين الزوجين «عبد الله آل مهدي وزوجته سميره الحازمي» لأسباب طائفية! أو أمره بإطلاق سراح أحد المتهمين باغتصاب طفلين!! ولا ننسى حكمه بجلد الشابة المغتصبة في قضية فتاة القطيف!!! ومشاركته "النيرة" مع بعض رجالات الدين الوهابين في إصدار بيان ضد الطائفة الشيعية أثناء فترة الاشتباكات التي دارت رحاها بين المقاتلين الحوثيين وبين الجيش السعودي!!!! فضلاً عن قيامه بنشر إبداع ما أنتجه الفكر السلفي التكفيري من كتب وكتيبات ونشرات ومنشورات تدعو لا بل تحث على الكراهية وكذلك الطائفية البغيضة!!

فيا سادة إنها لم تكن والله ليلة لإحياء التلاحم الوطني بل أحياء للذل والمهانة والخضوع والاستكانة والرقص على أنغام وإيقاعات الأحكام الجائرة والفتاوى التكفيرية المستبيحة لدماء أبنائنا في مقابل دفن مصابيح العزة والكرامة والمجد والتضحية التي أشعلها أجدادنا وحملها من بعدهم رجالات هذه المنطقة فضحى من ضحى بجسده تارة وتارة بعمره تحت سياط جلاديهم وفي أعماق سجونهم تحت مظلة تلك الأحكام الجائرة والفتاوى التكفيرية!

فيا سادة أن الدافع وراء هذا التكريم لا تبيان حسن نوايا أبناء هذه المنطقة حيال مخالفيهم وظالميهم وغاصبيهم وقامعي حرياتهم الدينية والفكرية والسياسية ولكن ما هي إلا تذكير منكم بحسن نواياكم وجزيل عطاياكم للقضاء مغادرين منهم والقادمين فالمجتمع وأفراده يا سادة على وعي ونباهة لا أستحمار وعباده- المال والجاه والتزلف للسلطة-.

فعندما تعمل جماعة يا سادة على تحقير دين وإيمان وآداب وفكر وماضي وكبار رجالات شعب ما فيفر المهان من تلك الأمور التي تسبب في أهانته واستحقاره ويلجأ إلى ذلك المصدر الذي شنع عليه وأعابه ويخرج نفسه على شاكلته أو تكريمه لئلا يقع في مسير تهمة وتشنيع فهذا هو الاستحمار يا سادة!

وبعملكم هذا يا سادة قد شرعتم الأبواب لئن نقوم بتقديم القرابين ليزيد وأبن تيمه وتلميذه النجيب شيخ السلفية عما اقترفتم أيديهم بحق أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم بحجة تبيان حسن نوايا - وهو مصطلح عبر فيه احد اللاعبين الرئيسيين في حفل التكريم عندما سئل عن دوافع هذا التكريم-!

فلقد كنا في الماضي يا سادة نضحك حتى الموت عند سماعنا ما يردده المغتصبون الصهاينة اليهود ومطالبتهم أخوتنا الفلسطينيين المشردين ومسجوني الرجال ومعذبي الأطفال ومغتصبي النساء ومطالبهم بتبيان حسن النوايا ليكون لهم -أي الفلسطنيين- فرصة للسلام!!!

وفي الختام يا سادة..

نهنئكم بنجاح حفلكم وبناء أواصل قربكم مع جلاديكم ولكنه كان للأسف على ظهور جثث أبنائكم والعبث بتاريخ منطقتكم.

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ