نتيلة عاشقة الأطفال
ربما لا يعرف من أكتب عنها في هذا المقال سوى قلة قليلة جدًّا من أطفالنا المعاصرين رغم أن هذه الشخصية كانت لها صولات وجولات مع أطفال العقود السابقة، وتخرَّج على يديها أعداد كبيرة من عشاق القراءة وممن كانوا ينتظرون كتاباتها كل أسبوع في مجلة سمير الأسبوعية، التي كانت تصدر عن دار الهلال.
هي نتيلة راشد إحدى مؤسِّسات هذ المجلة «المخصصة للأطفال» عام 1956، ورئيسة تحريرها ما بين عامي 1966 و2002، بعد ”نادية نشأت“، حفيدة مؤسس دار الهلال، وقد كان لديها مقال أسبوعي فيها «أولادي حبايب قلبي».
واستطاعت نتيلة استقطاب عدد كبير من الرسامين والكتاب الكبار لهذه المجلة، مثل الفنان الفرنسي برني الذي رسم شخصية سمير، وصمم أغلفة المجلة للعام الأول من صدورها، ورسامين آخرين مثل بهجت وناجي وحجازي، كما استقطبت كتّاب الصف الأول في مصر، ومنهم نجيب محفوظ ويوسف السباعي وتوفيق الحكيم. ورغم كون المجلة مخصصة للأطفال فقد كانت تواكب بعض الأحداث المعاصرة لذلك الوقت، اجتماعية كانت أو سياسية، وهو ما كان يعطي جرعات وعي جيدة لهم لفهم ما يجري حولهم.
كان هَمُّ نتيلة، التي اشتهرت باسم ماما لبنى، هو تنشئة جيل من القراء والكتاب الصغار، ولذلك فقد استحدثت بابًا في المجلة لتعليمهم فنون الصحافة أسمته «مراسل سمير»، كانت تنشر فيه تقاريرهم ومقابلاتهم الصحفية التي كانوا يجرونها وهم في سن مبكرة، مرفقة صورهم معها.
وقد حصلت نتيلة «1934 - 2012» على جائزة الدولة في أدب الأطفال عام 1978، وكذلك على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وكانت أمينة لجنة ثقافة الطفل بالمجلس الأعلى للثقافة المصري.
وبدأت نتيلة نشاطها الكتابي قبل عملها في مجلة سمير، ومذ كانت تدرس في جامعة القاهرة، حيث كتبت مجموعة من القصص القصيرة التي بُثَّ بعضها في الإذاعة المصرية. ومن كتبها «يوميات عائلة ياسر» وقصة «أبوقير وأبوصير»، كما ترجمت بعض الكتب إلى العربية.
وفي عام 2020 احتفل محرك البحث غوغل بعيد ميلادها، ووضع اسمها وصورتها تتوسط صورة كِتاب مع أطفال وأهرامات الجيزة، لكونها نموذجًا لمن حمل همّ الأطفال والكتابة لهم، علاوة على تعليمهم فن الصحافة والكتابة.