في القراءة حياة
في القراءة حياة لأن القراءة تحيي العقل وتبعث الأمل في نفوس الناس، وتوسع لديهم مدارك الفهم والتفكر، ومن ثم فقد كان لزامًا على جميع شرائح المجتمع أن يشمروا عن ساعد الجد، وينطلقوا في عالم القراءة فيما يشبه الماراثون الذي يبدأ ولا يكاد يتوقف.
ولأن من واجب الطليعة أن تقوم بالدور الأساس في هذه المهمة، فقد كان علينا نحن الكُتّابَ أن نقوم ولو بجانب من هذه المهمة، وذلك بدفع الآحاد والمجموعات في بلادنا إلى تبني القراءة لتكون منهجًا يوميًّا في حياتهم، يجعل للحياة معنى حقيقيًّا ويحيي دفائن عقولهم، وينير لهم طرق العلم والأدب اللازمين لحياة كريمة ومستنيرة في هذا الزمن الذي لا مكان فيه للمتخلفين أو المتقاعسين.
في القراءة حياة لأنها لبنة من بين لبنات أخرى يجب أن توضع بعضها فوق بعض من أجل أن يتكامل البناء الحضاري الذي ننشده جميعًا في الانطلاقة الجديدة في بلادنا الحبيبة، وسعيًا لتضافر الجهود لكي نتصدر المشهد الثقافي والفكري والعلمي في عالم اليوم.
في القراءة حياة لأنه من دونها يتوقف الزمن وتتجمد عجلة التطور، ولا يبقى سوى اجترار الماضي والتغني بأمجاد الآباء والأجداد دون فعل حقيقي معاصر. وإنه لأمر خطير أن يتوقف الزمن عندنا؛ لأنه لا يتوقف عند الآخرين، ومنهم أعداؤنا المتربصون بنا.
القراءة هي ما يبعث الحياة في الحياة، وهي ما يجدد الشعور الحقيقي بالأمل وبالإنجاز، ولذلك يجدر بنا ألا نكتفي بقول إن في القراءة حياة، بل القراءة حياة.