بمناسبة اليوم العالمي للتسامح
أراد الله سبحانه وتعالى، للإنسان أن يملك حياة كريمة فجعل له العقل، وهو من نعم الله على خلقه واعظمها شأنا، فالإنسان ومهما بلغ من القوة الجسدية أو غيرها، لا يستطيع التحكم بعلاقته مع الله خالقه ألا بالعقل، ولا يقتدر التغلب والإنسجام مع الظروف المحيطة به فيحياته، وبعلاقته مع الناس ألا بالعقل، الذي يأخذه إلى التفكير الإيجابي والتصرف الرزين.
إن القوة الحقيقية في أي مجتمع، من أجل أن تبقى سليمة ومحصنة، تحتاج إلى الأسس الركائز المتينة والصلبة، فالإستقرار الإجتماعي بين أفراده أمر مطلوب، تبعدهم عن الصراعات والضياع، وتزرع بداخلهم التعاون والتوازن والنمو، فحينما نتحدث عن الفضائل والقيم والسلوكيات الإنسانية العالية، فإننا نتحدث عن الإعتدال وإحترام الأنسان للإنسان، وأنه من الضروري لنا جميعاً أن نملك ثقافة التسامح والرضى، والتي لن تكلفنا مالاً ولا جهداً، وإنما سوف تكون كفيلة أن تمنحنا رضاء الله ومباركته وأجره وثوابه، وسوف تبعد أنفسنا من المشاكل والتوتر والأزمات، وتحفظ لنا كرامتنا وعلاقة وطيدة مستدامة، وحياة عادلة، هادئة مستقرة، من شأنها تمتص الغضب، ولا تجعل أذنى فرصة لمتطفل، أن يستغل الخلاف أو الخصام ببن الأخوة والزملاء، بإشعال الفتنة، بصب النار على الحطب، مما يزدنا حينها ضعفاً وأضطراباً، الجميع منا يمقته ويبغضه.
فالتسامح من الأخلاق والقيم الإنسانية النبيلة التي أمرنا بها الله عز وجل وأوصانا بها رسوله الكريم نبينا محمد صل الله عليه وآله وسلم، وهي من خلق الرسل والأنبياء ، ومن صفات المتقين قال تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾.
وقال صل الله عليه وآله وسلم: ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار؟ قالوا بلى يا رسول الله قال كل هين لين قريب سهل.
التسامح صمام أمان، يبعدنا عن اتباع شريعة الغاب والذئاب التي تسود فيها الوحشية والإنتقام والحقد والكراهية، به يشعر الجميع بالراحة والطمأنينة، هو من الخلق العظيم ومن أفضل الطرق للأرتقاء بدرجات الإيمان والنجاح، والفرد المتسامح ينال محبة ومرضات الله ويرفع من شأن الشخص بين الناس ويزيد من حبهم وأحترامهم له، وهو الطريق للنجاح.