لماذا الزواج بامرأة قارئة؟
رغم أن اختيار زوجة مناسبة تكتنفه تعقيدات كثيرة جدًّا ومتداخلة، منها ما يتعلق بالشكل الخارجي ومنها بالسلوك وطريقة التعامل، والمستوى العلمي والعملي، وطبيعة العمل، والجنسية، والقرابة والعرق، فإننا نتطرق هنا إلى جانب آخر مختلف عن هذه الأمور؛ أي في حال تساوت الخيارات وبقي على الزوج الاختيار بين اثنتين؛ الأولى قارئة والثانية غير ذلك.
ففي هذه الحالة يُنصح بالزواج بقارئة لعدة أسباب، منها أن احتمال تحولها إلى زوجة مثالية ثم أم مثالية أكبر من احتمال تحول غيرها؛ لأنها قد تعتمد على خلفيتها الثقافية في التعامل مع زوجها وأبنائها. وعندما تكون الزوجة قد قرأت كتبًا في العلاقات الزوجية وفي تربية الأطفال فإن ذلك أقرب إلى أن ينعكس على سلوكها وتعاملها معهم. سوف تختار هذه المرأة أيضًا أن يكون أبناؤها متعلمين ومحبين للدراسة، وسوف توجههم بالضرورة إلى التخصص المناسب.
كذلك فإن الزوجة القارئة سوف تكون مواكبة للتطورات الحديثة، ومطلعة على أحدث الدراسات في الحياة ومنها الأبحاث الطبية، وهو ما سينعكس على وضع بيتها وعلى صحة أفراده. وكما قيل: ”إذا قرأ الرّجلُ كتاباً فقد قرأه فرد، وإذا قرأت المرأةُ كتاباً فقد قرأته أُسرة“.
ويقال في بعض الدراسات إن القراءة عمومًا، وقراءة الروايات خاصة، تجعل من القارئ أكثر تعاطفًا مع مشاعر الآخرين، وأكثر تفهمًا لوجهات نظرهم، وبناء عليه فقد تكون الزوجة القارئة أكثر تعاطفًا مع أفكار زوجها من غير القارئة مما قد ينعكس على العلاقة بين الطرفين.
ولذلك يُنقَل عن الكاتب الجزائري الشهير مالك بن نبي أنه كان يتردد على مكتبة، وعندما سأل عن كتاب فقيل له إن امرأة استعارته، سأل عنها ثم تزوجها.
* قال لي ذات مرة: إما أنا أو الكتب. ما زلتُ أتذكره أحيانًا حين أشتري كتبًا جديدة. أغاثا كريستي - روائية إنجليزية