شوقي بزيع: لا أملك ترف الوقت للتفكير بالموت خلال زيارته لمكتبة جدل بالقطيف؟

شبكة أم الحمام أم الحمام - حسين مهدي

استضافت مكتبة جدل في أم الحمام بمحافظة القطيف، مساء اليوم الجمعة 16/6/2023م، الشاعر اللبناني شوقي بزيع، أحد أبرز شعراء الحداثة في الوطن العربي. وكان في استقباله مؤسس المكتبة الأستاذ علي الحرز، وعدد من الأدباء والشعراء والكتاب والمهتمين بالثقافة والأدب.

وفي بداية الزيارة قام بزيع بجولة في المكتبة، وتفقد مجموعاتها المتنوعة من الكتب والصحف، وأشاد بالدور الثقافي الذي تقوم به المكتبة في خدمة المجتمع المحلي.

وبعد الجولة دوَّن بزيع كلمة في دفتر زيارات المكتبة، أعرب فيها عن سعادته بالتواجد في هذا المكان، وعن تقديره للجهود التي يبذلها الحرز لإثراء المشهد الثقافي في المنطقة. وقال في نص الكلمة:

”سأقرأ الكلمة التي دونتها هنا لكي تكون جسر تواصل بيننا في المستقبل، ولكن هذه الكلمة لا تستطيع أن تعبر إلا عن شيء يسير مما أكنه لهذه الكوكبة من الأصدقاء الرائعين ولهذا البلد الجميل. أشعر وأنا أزور هذا المكان، وأنا في ضيافة أولئك الذين وهبوا حياتهم الكاملة لكي يقدموا لي ولكثيرٍ آخرين عصارة أعمارهم وثمار عقولهم قبل أن تؤول أجسادهم إلى الاضمحلال.

على أن ما أسعدني في الوقت ذاته هو أنني رأيت في القطيف وجوهًا وملامحًا شبيهة إلى حد بعيد بوجوه الجنوبيين الذين شاطرتهم النشأة والمكابدة والدمعة والقصيدة.

وأنني أنتمى إلى هذه الأرض حتى لو لم تتيسر لي زيارتها من قبل. شكرًا للصديق المبدع علي الحرز على حسن ضيافته وعلى ما بذله من جهود مضنية، لكي يرفع قليلاً منسوب الثقافة والفكر والفرح المعرفي في هذه البلاد العزيزة على القلب واللصيقة بالذاكرة. شكرًا شكرًا لكم ألف شكر“.

وفي نهاية الزيارة، أجاب بزيع على سؤال طرحه عليه موقع صحيفة أم الحمام الإخبارية، حول أهم القضايا التي تشغله في الوقت الحالي، فقال: ”هذا السؤال يفترض أن أعود إلى سؤال آخر يطرح علي في هذه الأيام التي يبدو فيها أن موسم هجرة الشعراء نحو الموت يتعاظم شيئًا فشيئًا، باعتبار أننا فقدنا في السنوات الأخيرة الكثير من الكتاب والفنانين والمبدعين والشعراء.

وافترض الذي سألني من قبل أنني أعيش هذا الهاجس، هاجس الاقتراب من النهاية فيما يسميه الأطباء العمر الثالث. لكن إجابتي هي التي سأقترحها الآن للإجابة على سؤالك. وهي أنني لا أملك ترف الوقت للتفكير بالموت، فأنا مشغول بالكتابة والقراءة، وأسعى لإنجاز المشاريع التي طرحتها على نفسي في هذا المجال. أريد أن أدي قسطي للعلا، وأن أملأ المسافة بيني وبين الموت بأفضل عدد ممكن من الكتب المقروءة والمكتوبة“.

ويذكر أن شوقي بزيع هو شاعر لبناني معاصر، وُلِدَ في بلدة زبقين من قضاء صور عام 1951. لديه عشرات المؤلفات في الشعر والنثر، فضلا عن مقالاته النقدية والأدبية والثقافية والفكرية. حاز جائزة شاعر عكاظ عام 2010، وجائزة العويس الثقافية عام 2015. كما حاز وسام جنبلاط عام 2010، ووسام فلسطين عام 2017، وجائزة «الشرف الخاصة» ضمن جائزة محمود درويش للثقافة والإبداع عام 2020.