قيادات كشفية سعودية تتحدى الإعاقة
أثبت عددٍ من القيادات الكشفية السعودية من ذوي الاحتياجات الخاصة، أن ”الإعاقة في الفكر وليست في الجسد“، وأنهم قادرون بالصبر والعزيمة والتحدي على تطبيق هذه المقولة على أرض الواقع وأن باستطاعتهم أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل، ليحققوا أحلامهم ويحولوا نظرات الشفقة إلى الانبهار، خاصة وأن جمعية الكشافة العربية السعودية، قد أولت ذوي الاحتياجات الخاصة من الكشافين والقيادات والوحدات الكشفية اهتماماً بالغاً استناداً إلى روح الرسالة الكشفية ذات البعد الإنساني والأخلاقي، حيث تؤهلهم وتعاملهم وتشركهم وتدمجهم في برامجها مع زملائهم الآخرين وهو اختيار ينسجم مع توجهات الاستراتيجية العشرية المطورة للجمعية في مجال التحديات المرتبطة بالتنمية البشرية، ويلتقي أيضاً مع توجهات الاستراتيجية العالمية والعربية المتعلقة بالتواصل مع المجتمع وإزالة الحواجز والعمل مع الشرائح كافة، وذلك من خلال تنظم الدورات وورش العمل للقيادات الكشفية في ذلك المجال، وإشراكهم في الدورات والبرامج التي تقام على المستوى المحلي أو الإقليمي، الأمر الذي أبرز نماذج من القيادات الكشفية من ذوي الاحتياجات الخاصة سجلوا حضوراً قوياً وفاعلاً أسهموا في خدمة أنفسهم ومجتمعهم، ويبرز من بينهم القائد الكشفي أكرم العيد الذي أُصيب بالشلل جراء تعرضه لشلل رباعي إثر سقوطه خلال مشاركته في الملتقى الخليجي الأول للمغامرة والتحدي بدولة الكويت عام 2009م، ولم تمنعه الإعاقة من مواصلة العمل الكشفي والتطوعي والحصول على الشارة الخشبية، وتأسيس مركز وجمعية كشفية لذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، وان يمارس الرسم بالرأس.
كما لم تكن الإصابة بشلل الأطفال عائقاً أمام القائد الكشفي يوسف الوهيبي الذي أصيب بالشلل منذ كان طفلاً في العام الثاني من عمره، حيث يمارس حياته بشكل طبيعي منذ قرابة خمسة عقود، إذ لم تمنعه إعاقته من الانخراط مع زملائه الكشافة، ومنافسة كل من حوله، للوصول إلى مبتغاه، وتحقيق أهدافه، ومنها مشاركته في خدمة حجاج بيت الله الحرام سنوات عدة من خلال معسكرات الخدمة العامة التي تقيمها جمعية الكشافة العربية السعودية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأعتاد القائد الكشفي الكفيف جمعان الزهراني والحاصل هو أيضا على الشارة الخشبية على المشاركة في مختلف المناسبات الكشفية التي تقيمها الجمعية على مستوى المملكة حيث أوكلت له في عدة مناسبات مهمة الاتصالات اللاسلكية وغرفة العمليات واستطاع إدارتها بنجاح يوازي ما يقدمه المبصرون، فضلاً عن تأسيسه لوحدة كشفية تعنى بالمكفوفين.