الكبار المتسلطون سبب في فساد الصغار في بيئة العمل والمجتمع
إن تواجد وازدياد الشخصيات المتسلطة بكثرة له آثار سلبية على البيئة العملية أو الاجتماعية، وفي المكان الذي يعيش فيه فئة الصغار، حيث أن هؤلاء العينات مهووسين بالسيطرة والتحكم في الآخرين بأي وسيلة مؤذية نفسيا، ومن هنا عند لحظة التعامل مع هذا النوعيات المؤذية يجب أن تكون الأطراف الصغيرة هادئة ومنتبهة حتى لا تقع في فخ السيطرة والأساليب التي تستخدمها هذا الشخصيات الشريرة.
وغالبا ما يميلون هؤلاء الكبار المتسلطين إلى إلقاء اللوم على من حولهم واتهام الصغار في العمل أو المجتمع بأوصاف محددة، وذلك كي يتحكموا بهم بأي طريقة، وجدير بالذكر عندما تكون لدى الشخص سلطة يجب أن يستخدمها في مجال التعامل مع الناس بمرونة وهدوء واحترام دون ممارسة الظلم والتخريب تجاه الصغار.
ومن الضروري على الصغار إذا التقوا بهذه العينات في مكان العمل أو المجتمع أن يسيطروا على أعصابهم، من أجل أن لا يؤدي ذلك لغضب الشخصية المتسلطة لأن استفزاز المتسلط يؤدي لجعله يصبح مؤذي أكثر وهجومي بسبب التعامل معه بإستخدام اللغة الهجومية والمثيرة للعصبية.
وهكذا الأمر مثلا عند اللحظة التعامل مع الزملاء المتسلطين أو المدراء أو المسؤولين الكبار الذين يتواجدون في المناطق النائية البعيدة أو القريبة أو المكاتب العملية وغيرها من أماكن أخرى، وما أسوأ أن يتأثر الصغار ويكتسبوا من هذه الشخصيات صفات سيئة تجعلهم يصبحون في المستقبل ناقمين ومتنمرين، وبهذا الأمر تكون النفوس والأمزجة سيئة بسبب كثرة التعرض للاضطهاد النفسي الذي يؤدي إلى إستخدام السلطة عن طريق تدابير عنيفة تشكل خطرا على تصرفات الصغار في المستقبل.
وفي هذا المجال يصبح الصغار عرضة للخطر النفسي والإصابة بالقلق والتوتر الزائد الذي يخلق حالة من الضعف في الشخصية والخوف من التحدث أمام مجموعة من الناس بسبب وجود شخصية متسلطة تسعى غالبا لفرض رأيها بقوة والسيطرة على تصرفات الصغار من خلال البحث عن أي زلة أو خطأ؛ حتى تكون لديها فرصة في استغلال الضحية والتحكم بها دون العمل على احتواء تلك الأخطاء وحلها، بل الميل للتعنيف والعصبية تجاه الأطراف الصغيرة.
وبعد التعرض للاستغلال من قبل المتسلطين الكبار يؤدي ذلك لجعل الطرف الصغير يكره الآخر ويحقد عليه بشدة لفترة طويلة من الزمن إلى أن تصبح تلك الصفات والسلوكيات عادة سلبية متجسدة بين كل جيل وآخر، ومن هذه النقطة نرى أن التسلط المبني على التدابير العنيفة وإساءة إستخدام السلطة سبب في انتشار الفساد في أماكن العمل أو المجتمع.
وطبعا الفساد المبني على التسلط له آثار مدمرة نفسيا؛ فهو سبب في التفرقة والفتنة بين الكبار والصغار لأن هذا السلوك يخلق مشاكل ولا يسعى لحلها أو لا يتعامل مع كل خلاف يحدث بصورة إيجابية، بل هدف التسلط هو التفكير في المصالح الشخصية فقط دون الاهتمام بالمصالح العملية والاجتماعية.
- وفي هذه النقطة نذكر مثال أو دراسة ملخصة معينة تشير إلى أن التسلط له آثار سلبية على الموظف في مكان العمل مثلا:
تسعى المنظمات الناجحة إلى مواكبة النمو والتطور في أعمالها؛ لذا تحرص على استثمار مواردها البشرية، ورفع مستوى مهاراتها الوظيفية للوصول إلى أعلى مستوى من الأداء الذي بدوره يسهم في تحقيق أهدافها المرسومة وميزتها التنافسية في عالم اليوم، والنجاح الذي تحققه المنظمة يعود بالدرجة الأولى إلى وجود إدارات قديرة ومتفهمة لطبيعة عملها وللبيئة العالمية والمحلية.
ومكان العمل محفوف بالعديد من الضغوط المهنية، ترتبط بطبيعة العمل قد يواجه الموظفين ضغوطات ويكون مصدرها التسلط الإداري والإشرافي المرتبط بالمشاكل التي تؤدي إلى أضرار سلبية ترتبط بالتسلط.
فالعديد من الدراسات تشير إلى أن المدراء في المنظمات هم الجناة الرئيسيون للتسلط في مكان العمل، ومن المثير في الاهتمام أن ضحية التسلط ليست هي الوحيدة التي تعاني من سوء المعاملة في مكان العمل؛ فهناك معاناة للتسلط بالنيابة لمن حضر واقعة تسلط سمع عنها.
ولخطورة التسلط سماه بعض الباحثين والمحللين سرطان مكان العمل، وهو مثل الوباء والذي يؤثر على إنتاجية الموظفين وسلوكهم في مكان العمل.
مصدر الدراسة الملخصة: العنوان: التسلط الإداري والإشرافي وعلاقته بالعدوان السلبي لدى الموظفين في القطاع العام والخاص في بيئة العمل.