أين ذهب إنفلونزا الخنازير؟؟


 


لعبة مرض أنفلونزا الخنازير تكشف ببساطة أن هناك جهات أو شركات عالمية عابرة للقارات لها من الإمكانيات المادية والبشرية والنفوذ ما يمكنها من إدارة حملات إعلامية دولية تسوق فيها للشعوب والحكومات على حد سواء منتجاتها من أدوية مرة أو برامج إلكترونية مرة أخرى (أذكر هنا بمشكلة عام ألفين التي طواها النسيان ولم يعد أحد يذكرها).. أو ما ترغب في تسويقه..

إذاً.. ذهب أنفلونزا الخنازير .. الوباء العالمي الذي هدد البشرية بحد زعمهم.. و ذهبت الضجة الأعلامية الكبيرة التي صاحبت ظهوره وذهبت الوجوه التي كانت تسخر من نظرية المؤامرة وأصرت على وجود المرض وعلى خطورته وشاركت بشكل أو بآخر في الحملة العالمية لترويع الناس من أنفلونزا الخنازير.

ندوات ومحاضرات ، نشرات توعوية لاقناع الناس بكل الطرق بضرورة أخذ اللقاح ، وعيد وتهديد بمواسم انتسشار كارثية للمرض ، أرقام يومية مرعبة لعدد المصابين والموتى  تشير إلى أن البشرية على موعد مع كارثة ستأكل اليابس والأخضر ، فضائيات تخصص مساحة شاسعة لأخبار هذا الوباء ، اخبار عاجلة عن إصابة هذا وذاك ، أكاذيب مكشوفة لترويع الناس عبر بث أخبار ملفقة عن تقنين السلام في تلك المدينة أو إحجام الناس عن الذهاب للأماكن العامة في تلك البلدة  ..... إلى آخره.

فجأه وبدون مقدمات شركات الادوية العالمية تعلن اكتشاف لقاح لطاعون العصر ، وتتسارع الدول  للتفاخر والتباهي في الإعلام  بشراء كميات ضخمة لتأمين صحة مواطنيها وسلامتهم من هذا المرض  (ولا نعرف من أين أتى هذا الحب للمواطنين فجأة ) ، شيئاً فشيئاً توقف الإعلان عن عرض إحصائيات المرض مقابل  وعود بانتشاره في مواسم معينة !

الغريب في الأمر أن الجماهير كشفت اللعبة ولم تنطل عليها أبداً بل ورفضت اللقاح وهزأت به  وبمن يسوّق له ومرّت المواسم وسكت الاعلام واختفى المرض فجأة واختفت الضجة الإعلامية المصاحبة له .. كيف ... لا أحد يعرف!! ولكن ما يعرفه الجميع أن الدول المستهدفة أخذت ("بومبه" على قول إخواننا السودانيين) واشترت الأدوية بالملايين لمرض لا تعرف عنه شيئاً، وللقاح مشكوك بفعاليته وكان مثار أخذ ورد.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن : لماذا لا يظهر من أرعب الناس وتوعد وهدد  ليبين لنا كيف اختفى هذا المرض فجأة ومن قضى عليه ؟ على الأقل لتستفيد الأجيال القادمة من هذه التجربة الجبارة التي استطاعت أن تقضي على طاعون العصر فيبدو والله أعلم أننا مقبلون على عشرات الطواعين ما دام هناك من يدفع لهذه الشركات القادرة على التسويق بفعالية.

للأسف لم يستفد المعنيون من الماضي ، وستمتص تلك الشركات الكبرى اموال المنطقة والدول وثرواتها وبكل الطرق تاره بالتخويف من عدو وهمي لتحريك سوق الأسلحة وتارة بالتخويف من فايروس قاتل لتحريك خطوط الأنتاج في شركات الأدوية وو... ولا نعلم ماذا يعد لنا مطبخ التسويق في الدول الكبرى هذه المرة!