غناء الماء
1
على مرمىً من الأشواق كُنا وكانوا، وكل العطر يُطربنا زمان!
اتخيلك في المرايا
والورد ويا الغصون
ودامك تحب التحايا
أكيد فيني شجون
ويا نور كل الصبايا
ما عاد قلبي يخون
2
على لسان طفولةٍ أودعت دموع حنينها لأُمها بملفع الغياب!
أنتِ جنة
وليش قولي ترحلين؟
أنت رحمة
وفينا دعوة تزرعين
3
تقدمي على المدى المفتوح، واقتربي لنشعل جمر الاشتياق..
فما بين ثغري والتوت ومضة تائهة..
شُدي رحيلك واكتبي الآمالا
وذري سُعيفاتِ تميس دلالا
4
حين تقف بنا الدنيا عند باب العطايا، تحار بنا الزوايا على صعيد النوايا!
فاعرف الحق وأسلكه، وأعبر ضفتك التي تقصدها، ولا تنتظر من يحدد لك الطريق..
«ودي» أضحك «ودي» أمرح
فعلام الدنيا تسرح؟!
هل يغافل أم يجامل
فحديث الوقت يشلح
دُلني قلبك مرة
فلعل الكذب شِرّة
قد بدينا القدح فرة
وارتأينا الضغط زِرة
5
هكذا المواسم أودعتنا شفيف الذكريات، فعلامَّ نُدندن بلهجتنا «الحساوية»؟!
يا حصير التوت ويا سعفة نغم
سفّني المشموم وبرموشك زهم
ولا وطه الجوري على نبرة جغم
يطربه التجنيم وبخوصك رهم
6
كل مفعولٍ مردودٍ بالحياة، فلا تلفت للوراء..
فالإرادة موجودة متى ما زرعنا الورد لترك الأثر..
جرب خطيب اخطاك ينفع ابطاريك
واتبختر بطيب الرجل لا مر زوله
واحزم احبال الصدق ينشد بخاويك
بجمع النحل للورد ويدور حوله
7
عميق هو الحب ويدعو للغرق..
تقدمي واتركيني بين عينيكِ أتأملها، لأستنشق تفاصيلها القمرية، وأتنفسُ الماء الجاري بين الوردتين..
مثل المطر لون الشجر
خلاها ربي شفتين
خل السهر تلحق نهر
تروي ظماه بقبلتين
رف بخطر يم الحور
وجمّل رُباها بغمزتين
8
حين نختصر اللغة في كلمتين ”الناس معادن“..
أيش أسوي بالبحر من دون رُبان
والمراكب جدفت كلها وحدها
والمراجل تتضح من غير بُرهان
للذي يعرف طواريها وسندها
9
غنى الماء للماء، وعلى سلم الإيقاع تناغمت الأشياء..
مُدي إليَّ وجدفي الإبحارا
ولتملئي جودي بروح سُكارى
فهنا القراح وما له من رشفةٍ
إلا ببابل لو أشاد قرارا
10
إذا خلا النص من العيوب، ماذا تبقى للقارئ والناقد؟
لا تسل هذا وتلك للمسير
فاعرف الحق بمكنون الصرير
كم بليدٍ طاله سوط الحدا
فلماذا يرتقي صوت الصفير؟