حتى انتهاء المخاض...!

من الواضح أن سوق العمل السعودي يمر حاليا بمرحلة إصلاحات جذرية ومخاض نتمنى أن ينتج عنه ما سيكون في صالح الوطن والمواطن، لكن حتى تتضح معالم سوق العمل الجديدة، هل نكتفي بالتفرج والانتظار في الوقت الذي نواجه فيه غلاء في المعيشة حيث بدأت أسعار حتى الاستهلاكيات كالألبان بالارتفاع؟

من الذكاء ألا يقف الإنسان متفرجا خاصة في هذه الظروف الصعبة منتظرا من الدولة حل جميع المشاكل في لمح البصر. بعد مقالي السابق، تلقيت الكثير من الاستفسارات عن إمكانية طرح حلول لمشكلة البطالة أو عدم كفاية الراتب لذلك وفي هذا المقال سنطرح بعض الأفكار التي بإمكانها مساعدة الباحث عن عمل على إيجاد وظيفة أو جني دخل إضافي وأيضا ستساعد على دعم وإنعاش سوق العمل السعودي وتنوعه.

ليس هنالك ما هو أكثر إيلاما من إحساس المرء بالعجز وليس هنالك عجز أكثر من ضيق الأفق. يقول الله سبحانه ﴿إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. من أنجح وسائل تطور وتقدم المجتمعات هو أن يدرك أفراده حاجتهم للتغيير فيبدؤون بقناعة وبكامل إرادتهم بتغيير أنفسهم بصفتهم مكونات ذلك المجتمع الأساسية.

يعتقد الكثيرون أن الشهادة هي المفتاح الوحيد للحصول على وظيفة فيكمل المتوسطة فقط، الثانوية فقط، أو يكمل الدراسة الجامعية أو أي دراسات عليا ثم يجلس منتظرا أن تطرق الوظيفة بابه، وفي أفضل الحالات سيكتفي بإرسال سيرته الذاتية المكتوبة بدون اهتمام لبعض الشركات ثم يكمل الانتظار إلى أجل غير مسمى. أما في أسوأ الحالات فلا يكلف الباحث عن وظيفة نفسه حتى عناء إرسال سيرته الذاتية ويكتفي بمحادثة هذا وذاك لإيجاد واسطة له لقناعته أن من المستحيل الحصول على وظيفة بدون واسطة. يعتمد الحصول على وظيفة على عدة أمور والتي تتضمن وليست حصرا، الدراسة والحصول على درجة علمية.

من المهم أن يراقب الساعي للحصول على وظيفة أو دخل جيد أي مستجدات تطرأ على سوق العمل سواء المحلي أو العالمي وأن يكون على علم بقوانينه ومتطلباته. أيضا، أن يدرب نفسه على التعلم واكتساب المهارات المختلفة باستمرار خاصة المهارات الرقمية والتقنية وأن يكون مطلعا على أحدث الطرق والتقنيات في مجاله أو المجالات ذات العلاقة.

تكمن قيمة أي إنسان في كمية المعارف التي يكتسبها والأعمال التي يتقنها، لذلك تعتبر المشاركة في الأعمال التطوعية أو أي فرص تدريبية من الأمور المهمة التي بإمكانها أن تضيف لمعلومات الشخص وخبرته وسيرته الذاتية.

أهمية بناء شبكة علاقات مهنية احترافية على أرض الواقع ومن خلال الإنترنت والاشتراك في جمعيات متخصصة في مجاله أو أي مجال ينوي التخصص فيه مستقبلا وذلك لتبادل المعلومات والخبرات ولتقديم والحصول على الآراء والمشورات التي تساعده في حياته المهنية.

تعطي السيرة الذاتية الانطباع الأول عن المتقدم للعمل لذلك من المهم كتابتها باهتمام بالغ وبأكثر من لغة إذا أمكن وتحديثها باستمرار لتتضمن أي شهادات أو خبرات جديدة يكتسبها الباحث عن عمل وبإمكانه اللجوء لمراكز متخصصة في كتابة السير الذاتية.

بعد اكتساب المعلومات والخبرات اللازمة، يأتي دور خلق مكانة له في سوق العمل سواء بالحصول على وظيفة وإثبات قدراته والصعود أو بالعمل الحر بما يتناسب والخبرات التي اكتسبها أو بالاثنين معا.

ربما تبدو تلك الحلول صعبة ومستحيلة لكنها أسهل مما تبدو. هي فقط خطة عمل وعادات تحتاج للممارسة الدائمة وأن تكون أسلوب حياة.

 

كاتبة صحفية