وانبهرت برحيل النور
دهشت وانبهرت, لا أدري أي كلمة تصلح لوصف انطباعي لحظة دخولي المعرض التشكيلي الخامس, رحيل إلى النور كان هناك غابة من الألوان, بل عالم من الأحلام, قلت في نفسي كل اللوحات تصرخ بالجمال والصدق والإحساس, وتقتحم تلك الرسومات الحسينية الحدس والاستشراف في الدرجة الأولى, تلك اللوحات الكربلائية ناطقة والتي تسعى دون هوادة لاستعادة ما هو مفتقد عند البعض, وتصرخ لإيصال صوت الحسين لمن لا حس له ولا تذوق لتلك الملحمة الحسينية, شعرت هناك رغم هدوء المعرض وهدوء الحضور, إلا إن الصور تصرخ عاليا: هذه قضيتنا هذا هو الحسين وتلك هي كربلاء.
يؤكد هذا المعرض الحسيني إن الفن التشكيلي هنا يشكل تطورا ملحوظا ونوعيا, وجميع اللوحات تعكس الهوية الخاصة في أسلوب الفنانات, وطاقتهن الإبداعية وتجربتهن.
لاحظت أرواح نسائية شفافة تملأ فضاء اللوحات, إن هذه الخصوصية في هذه التجربة تنبع من طبيعة الفنانات, المفعمة بالولاء والدفء, ودون شك بعثت في نفسي الإعجاب والتفاؤل والثقة بتلك الكوكبة الفنية.
وأنا التقي بالفنانة ليلى نصرالله وارى إنجازاتها مع بعض الفنانات, طبعا كان لا بد لي أن أتجاوز ذلك الانبهار والدهشة, واقترب أكثر من اللوحات بعينين مفتوحتين, ماذا وجدت’ وجدت هناك تجربة متكاملة ما أمكن أن ادٌعي الكمال فيها, فالعاطفة مثلا هي الغالبة بريشة الفنانات وهذا ما زادها جمالا, حيث العاطفة يتزاوج فيها الإيمان والحس الصادق, وعلى ضوء ذلك نحن نفتقد هكذا لوحات وريشات, علينا أن لا ننكر إن المواكب الحسينية بكل أشكالها المشروعة ضرورة, ولماذا إذا لا نعتبر اللوحات والريشة حالة إنسانية طبيعية بل هي رسالة صادقة.
عتبي على الكثير ممن لا يهتم بهكذا إبداع دون تحديد معين, وحتما المشاركة والدعم هنا يعمل على إيضاح الرؤية الحسينية وثقلها وعظمتها, من خلال هذا المعرض نجسد الجوهرة التي بين أيدينا نعم جوهرتنا بقيمتها الحقيقية القصة الحسينية, ومهم أن تبقى تلك القضية متحركة بكل الوسائل حالها حال القضية الإسلامية, وهنا لابد أن يتزاوج فيها العقل والعاطفة.
شاكرة للفنانة ليلى ومن معها ولكل من حمل ريشته وجسد كل ما يعني القضية الحسينية سعدت بوجودي بينكن آملة أن يكون القادم أجمل.