جزيرة تاروت حضارةٌ وتاريخٌ عريقٌ

شبكة أم الحمام

تتميز جزيرة تاروت الواقعة في محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية بتاريخ عريق قدّره بعض المؤرخين بأكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، مما يجعلها من أقدم بقاع شبه الجزيرة العربية، وهي رابع أكبر جزيرة في الخليج العربي بعد قشم وبوبيان ومملكة البحرين.

ومن أبرز معالم الجزيرة قلعة تاروت التي لم يعرف لها الوهن طريقاً، إذ ظلت صامدة بشموخها وعنفوانها في وجه العوامل المناخية والبشرية التي تعاقبت عليها منذ بنائها، وتوجد وسط غابة من النخيل على قمة تلّ يتوسط جزيرة تاروت جنوب غرب البلدة القديمة في شرق محافظة القطيف، يعد الأعلى من بين المرتفعات في المحافظة.

وتتكون القلعة من أربعة أبراج، بقي منها ثلاثة وانهار واحد أثناء إحدى المعارك التاريخية، وتتميز بشكلها البيضاوي بحيث تحاكي التضاريس الطبيعية التي بُنيت عليها.

ويرجع تاريخ تلّ تاروت الذي بُنيت عليه القلعة إلى قبل خمسة آلاف عام، ويؤرخ الموقع إلى عصر فجر السلالات الثاني أو الثالث إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، أما تاريخ الجزيرة فيقول المؤرخون: إنها إحدى أهم مراكز مملكة دلمون، وكان لها دور كبير في تاريخ المنطقة خلال أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد، واستمر فيها الاستقرار البشري بكل عنفوان ونشاط، ودللت عليه المعثورات الأثرية فيها خلال هذه القرون حتى يومنا هذا، وهو أمر يندر حدوثه في كثير من المناطق الأثرية في العالم.

وكان لها الدور الأكبر في الحياة التجارية في الخليج، وتعتمد عليها بلاد الرافدين وبقية المنطقة الساحلية في شرقي شبه الجزيرة العربية، ولها علاقات وطيدة مع الكثير من المناطق المتحضرة في المنطقة.